التربية الغربية ليست البديل
إلى أولئك الذين انهزموا من داخلهم أمام التقدم الغربي في مجال المادة، فأصبحوا يعظمون كل ما يأتي منها دون تمحيص، نقول لهم: مهلاً فإن جانباً مما قبلتم يدخل في صميم بناء الإنسان، ألا وهو البناء التربوي، فنقول: إن التربية الغربية تقوم على أسس منها ما يتفق مع قيمنا ومنها ما لا يتفق.
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أولئك الذين انهزموا من داخلهم أمام التقدم الغربي في مجال المادة، فأصبحوا يعظمون كل ما يأتي منها دون تمحيص، نقول لهم: مهلاً فإن جانباً مما قبلتم يدخل في صميم بناء الإنسان، ألا وهو البناء التربوي، فنقول: إن التربية الغربية تقوم على أسس منها ما يتفق مع قيمنا ومنها ما لا يتفق.
وتركيزي في مقالي هذا على جزء مما يختلفون عنا منها:
- التربية الغربية تهمل الجانب الروحي في تربيتها لأبنائها، فهي تغرق في جانب المادة في جُلِّ صورها فتأمل جسد بلا روح، ونعلم أن مقدم أساس تربيتنا الإسلامية هو الروح الذي رجوعه إلى العالم العلوي أما الجسد والمادة فرجوعها إلى التراب، وأقصد بالجانب الروحي إصلاح القلب عقدياً وعبادياً وقيمياً وسلوكياً، وعليه نجد طائفة من الآباء والأمهات قد مالوا بتربيتهم إلى جانب المادة ونسيان الروح وذلك تضييع للأمانة فهم قد اشتغلوا بالرعاية على حساب التربية، وكأن الإنسان قد وجد من أجل إشباع غرائزه وشهواته فهو يدرس من أجلها ويصادق من أجلها ويعادي من أجلها، ولا يعمل إلا من أجلها.
- التربية الغربية تميل إلى التدليل، مما يجعل المخرج التربوي مخرجا لا يحمل المسؤولية كما ينبغي، فتحصل ظواهر كتشبه الرجال بالنساء والعكس والشذوذ المنتشر، ولا نعجب أن يكون ذلك مقننا في بعض البلدان الغربية فمتى كان الشذوذ فضيلة؟ ولذلك نجد أن قواعدهم التربوية كثيرا ما تميل إلى التدليل المفرط الذي يخرج شباباً وفتيات يميل طائفة منهم إلى الشذوذ، أما تربيتنا الإسلامية ففيها الموازنة بين اللين والشدة وفيها أهمية بناء قيمة المسؤولية في الطفل من صغره.
- التربية الغربية تنزع القوامة التربوية من الأسرة في جانبها الحازم خاصة، فيحق للطفل أن يشتكي إلى الشرطة ما يجده من حزم من أحد والديه- طبعا ليس مقصدنا الحزم الخارج عن المعقول- كيف ستكون تلك المخرجات والأسرة مفككة، وينشأ عن تفكك الأسر إنتشار أولاد أطفال الشوارع والإنتحار في الغرب بما يهدد بأخطار جسيمة، إن ديننا الحنيف يجعل القوامة في الرعاية والتربية واضحة المعالم فالوالد في البيت هو قائد الأسرة والأم مدرسة التربية الأولى، وللأب والأم الحزم حزما لا ينافي قواعد التأديب، أما أن يكون المربي مهدداً في أي لحظة من متربيه فعلى الدنيا السلام، وعليه فعليك أيها الأب أيتها الأم العناية بالتربية الإسلامية الموصلة بالمتربي إلى بر الأمان، أما أن يغرم المربي بالتربية الغربية التي لاشك أن مرجعها الفكري والعقدي يختلف عنا في كثير من الأحيان، ولا يفهم من قولي ترك ما يأتي منهم في هذا المجال فهناك مشتركات لا تتعارض مع ديننا فليستفاد منها، وليس مقالي موجها لهذا الجانب كما ذكرت آنفاً.
- التربية الغربية تقوم على خلط الجنسين بلا ضوابط، والدعوة إلى ابتذال المرأة مما ينتج إلى تهييج الشهوات، وذهاب الحياء، وانتشار الفاحشة وغيرها من الآثار السلبية الناتجة عن ذلك، أما التربية الإسلامية فقد جعلت ضوابطاً لتلك العلاقة بين الذكر والأنثى، وجعلت لكلٍ مهام تكاملية لبناء الأسرة والمجتمع.
نخلص إلى أن التربية الغربية سفينتها وساحلها وأهدافها ووسائلها و خصائصها وأسسها تختلف عن التربية الإسلامية في جوانب جوهرية، فلتكن لدينا عين فاحصة لتمييز النافع والضار، ولنتق الله في فلذات أكبادنا.
نبيل محمد أحمد
- التصنيف:
- المصدر: