السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 85- سمي القلب قلبا لتقلبه ...

منذ 2016-08-15

فمالي قد اجتمع في قلبي النقيضان في لحظة وآن !! فهل هذا من تقلب القلب ؟ أم تراه طبعٌ من غفلة النساء غلب ؟

 لطالما كرهت التطرف العاطفي؛ وتعجبت من انحراف المرء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار: فبعد الحب والأشعار، يسلط على محبوبه النار، وبعد تمام الوئام، يتمسك بشديد الخصام، وربما عاد بعد ذلك لشديد التعلق والهيام(1)!

هذا رأيته في كثير من البشر، وفي النساء لمسته أكثر، فكنت أمقت ذلك بشدة، وربما صرحت لبعضهم بنقده!!
وما ظننت نفسي واقعة يوما في ذاك التطرف، حتى وجدت قلبي ينحرف!!

طالني من بعض أحبابي أذىً، وتمادوا في ظلمهم فترة من الزمن، فما راعني إلا شديد وجدي عليهم، ثم عند حاجتهم إذا بقلبي يذوب رقة لهم!! فما كادت تجف دموعي من شديد مظلمتهم، إلا وهطلت تعاطفا مع حالهم، فكلا الدمعين يسّاقط، ولكن الدافع في الحالين مناقض!!

فمالي قد اجتمع في قلبي النقيضان في لحظة وآن !! فهل هذا من تقلب القلب ؟ أم تراه طبعٌ من غفلة النساء غلب؟ أم أنه طابع شخصي جبلني عليه ربي؟ هل هذا من التطرف الذي يُذم ؟ اللهم ارزقني فيه بصحيح فهم وجميل علم.

------------------------------------------------------------
(1)- «أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغضك يوما ما، وأبغض بغيضك يوما ما؛ فعسى أن يكون حبيبك يوما ما» (الألباني، صحيح الأدب المفرد [992]،  وقال:حسن لغيره موقوفا وقد صح مرفوعا).

 

أم هانئ

  • 0
  • 0
  • 2,698
المقال السابق
86-إنا لله وإنا إليه راجعون !
المقال التالي
87- ففي الصمت السلامة ...

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً