اشتر ظلك يوم القيامة

منذ 2016-08-15

من الأسباب التي تنجِّي المسلم بفضل الله تعالى يوم القيامة الصدقةُ، والصدَقةُ هي نجاة في الدنيا والقبر والآخرة.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإنَّ يوم القيامة هو يوم الأهوال، وهو اليوم الذي يُحاسَب فيه الناس في مشهد عظيم، قال الله سبحانه: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية: 26]، وقال الله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13]، ومِن أهوال يوم القيامة الحَرُّ والعرق الشديد؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تدنو الشمس من الأرض فيَعرق الناس، فمِن الناس من يبلغ عرقُه عقبَيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم مَن يَبلُغ إلى ركبتَيه، ومنهم من يبلغ العَجُز، ومنهم من يَبلغ الخاصِرة، ومنهم من يبلغ منكبَيه، ومنهم من يبلغ عنُقَه، ومنهم من يَبلغ وسط فيه، وأشار بيده فألجَمَها فاه، رأيت رسول الله يشير هكذا ((يغطِّيه عرقُه))، وضرب بيده إشارةً فأمرَّ يده فوق رأسه مِن غير أن يُصيب الرأس دور راحته يَمينًا وشمالاً»؛ (صححه الألباني)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقُهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويُلجمهم حتى يبلغ آذانهم»؛ (البخاري).

ومن الأسباب التي تنجِّي المسلم بفضل الله تعالى يوم القيامة الصدقةُ، والصدَقةُ هي نجاة في الدنيا والقبر والآخرة؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدقة لتُطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظلُّ المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته»؛ (صححه الألباني)؛ ولذا من أراد أن يكون من الفائزين بهذا الفضل، فليجعل الصدقة نصب عينيه، ولا يَغفل عن فضلها، وليُشارك أهل الخير في تفعيل الصدقات سرًّا وعلانية، وليفكر يوميًّا في التصدق، ولْيَسْعَ كل السعي لحثِّ الآخرين على الصدقة ولو بالقليل، فلنُساعد الفقراء والمحتاجين واليتامى والمساكين، ولنحتسب أجر الإنفاق على الأهل من الصدقة، ولنبحث عن كل سبيل كي نتجنَّب النار وعذابها ولو بشقِّ تمرة، ومَن أحبَّ أن يتجنَّب حر القبور، فليُسارع بالصدقات، ومن أراد الاستزادة من الظل يوم القيامة، فليُكثر التصدق مما يُحبُّه من المال، وليكن اليقين بفضل الله تعالى خير زاد في هذه العبادة العظيمة.

نسأل الله الكريم أن يجعلنا من المتصدِّقين المخلصين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المتصدِّقين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

حسين أحمد عبد القادر

  • 8
  • 2
  • 61,237

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً