خطب مختارة - [128] المخطط الصفوي في بلاد المسلمين

منذ 2016-08-11

اللهم احم بلادنا وبلاد المسلمين من شرور هؤلاء الشيعة الرافضة الباطنية، ورد كيدهم في نحورهم، واكفناهم بما شئت. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الخطبة الأولى

إخوة الإسلام، إنّ استبانةَ سبيل المجرمين، وفضحَ خُطَطِ المفسدين، منهجٌ مقرَّر في الكتاب المبين: {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]،فما أجملَ أنْ يُدرك عموم المسلمين عقائدَ مخالفيهم، وأجملُ من ذلك أن يحيطوا بخطط ووسائل خصومهم في التَّرويج لباطلهم.

نقف إخوة الإيمان مع خطر قد دُقَّ ناقوسُه، وعلا دخانه، واضطرمت ناره، والتهب سعاره ! إنه مشروع المخططِ الصفوي وخطره على ديار الإسلام. هذا الخطر حقيقةٌ لا خيال، وواقع يجوس خلال الديار، ينتقص من عرى الإسلام، وعقيدته؛ وتاريخه؛ ورموزه، بل أصبح لهم في عالم اليوم صوت مرفوع؛ وإعلام مسموع؛ يُذكي الفتنة؛ ويكشّر العداء ويصبح ويمسي في غمز ولمز وهجاء هذا البلد وعقيدته، ونهجه وسياسته. وإنَّ فضحَ مخطط هؤلاء وكشفَ وسائلهم ليس دعوة للتصادم، وإنما هي رسالة لفهم مشروع القوم، وكيف يتحركون ويكيدون.

عباد الله: الفرق الباطنية لها تاريخ أسود مع أمة الإسلام، عداءًا وبغضًا وحقدًا، بل لا تكاد تمر حِقبةٌ من حِقَبِ تاريخ أُمتنا إلا ولهؤلاء طعنات وغدرات وثوْراتٌ وخيانات. بَدْأً بالقرامطة ثم الدولةِ العبيدية، فالبويهيةِ إلى الدولةِ الصفويةِ الدموية، ثم كشَّرت أنيابَها مع الثورة الخمينية.

هذه الثورة هي التي جعلت هذه الفرقة الباطنية - والتي هي أقلية في مجموع المسلمين - تسعى للزعامة والسيطرة على العالم الإسلامي عبر ما يُسمى بتصدير الثورة.

هذا التصدير يعني نشر التشيع في العالم كله وخاصة في العالم الإسلامي، وهو أيضًا رسالة خفية للإطاحة بالقيادات السنية، واستبدالها بزعامات مواليه للإمبراطورية الفارسية.

بدأ مخطط تصدير الثورة متزامنا مع العهد الجديد لولاية الفقيه، والتي تَعني عند الشِّيعة: أنَّه يجب على أتباع المذهب الإمامي طاعةُ الفقيه، الذي هو النائب عن الإمام الغائب المنتظر.

وكانت حكومة الملالي في نشأتها ونشوتها تحرِّض وتُشجِّع الأقليات الشِّيعية على المطالبة بالاستقلال والمناداة بحكم ذاتي، وأُنشئت حينها بعضُ الأحزاب السِّياسيَّة الشِّيعيَّة المعارضة لحكوماتهم والتي أصبح لها في عالم اليوم صوت وضجيج، كحزب الدعوة الإسلامية في العراق، وحركة أمل وحزب الله في لبنان، وجبهة التَّحرير الإسلامي في البحرين، والحركة الحوثيَّة في اليمن بعد ذلك.

وبقي تصدير الثورة والسعي للزعامة هدفًا منشودًا وحُلمًا منتظراً لملالي إيران، أُنفقت في سبيله الأرقامُ الفلكية من المليارات، ومن الأخبار المعلنة: أنَّ خُمسَ عائدات النَّفط الإيرانيَّة تُنفَقُ لأجل تحقيق هذا الهدف.

إخوة الإيمان: وأما مخطط هؤلاء في تصدير الثورة فله صور وأشكال:

- من أهمها: نشرُ مذهبهم الباطني في كل الأصقاع، وتسميةُ نحلتهم بمذهب آل البيت، واقتصارُ دعوتِهم في مَهْدِها على محبة آل البيت وذكر فضائلهم والتَّأكيد على حقوقهم.

هذه الدعوة يستخدمها الشِّيعة قنطرةً للغلوِّ فيهم وتقديسهم، ومن ثمَّ الطَّعنَ فيمن سَلَبَ حقهم واغتصبه وظلمهم, وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تزعم الرَّافضة ـ ثم تأتي مرحلة الطَّعن، والغمز، واللمز بالصحابة وتخوينهم، ثم لعنهم، وتكفيرهم.

فهذا الشِّعار – حبُّ آل البيت – هو غطاء للتَّبشير بالمذهب الشِّيعي، وتحسين صورته. لذا كانت الجمعيات الشِّيعية الدعوية والإغاثية، - وحتى السياسية - تُسمَّى بأسماء آل البيت للترويج لهذا المذهب وقبوله.

أمَّا أماكن قبور آل البيت، فقد كانت هدفاً للشِّيعة، جعلوها مَزَارات، وبنو القِباب عليها، وأحيوا عندها كثيرًا من البدع الكفرية، هذا بالإضافة إلى بناء الحوزات حول تلك الأضرحة، وشراء الأراضي المجاورة لها، لتكون تلك البقاع بعد ذلك شيعيَّةً صِرْفة.

ومن حيل الملالي ( علماءهم وشيوخهم ) في تصدير الثورة: الدَّعوةُ إلى التَّقارب المذهبي بين أهل السُّنَّة والشِّيعة، هذه الدَّعوة في حقيقتها تعني الاعتراف بالمذهب الشِّيعي وصحَّتَه، مما يُمهِّد لقبوله، وجواز التَّمذهب به.

هذه الحيلة وللأسف جعلت دعاة الشِّيعة يتحركون داخل البلدان السُّنية بكل حريَّة، يُنشِئون المراكز، ويَفتَحون دور النَّشر، وينشرون ملتهم.

هذا النظام الذي يتشدق بالتقريب والوحدة، هو نفسه النِّظام الذي يقتل علماء السُّنَّة بإيران، ويفتك بعرب الأحواز، وهو الذي يهدم المساجد، ويُغلق مدارس أهل السنة ويشرِّد دعاتهم.

ومن وسائل الشِّيعة التَّوسعيَّة: الاهتمامُ بالمِنَح الدِّراسية، واستقطاب الألوف المؤلَّفة من الشباب المسلم من مختلف الأقطار للدراسة فيما يسمى بالحوزات العلمية، في طهران، وقم،  ومَشْهد، وتَبْريز.

وتتكفل حكومةُ الملالي هناك بنفقتهم وعيشهم وحاجاتهم، وحتى تزويجهم. وقد بلغ عدد المتخرجين من هذه الحوزات عام 2009 اثنا عشر ألف طالبًا.

أما هدف هذه المنح فهو تشييعهم في الدرجة الأولى، ليعودوا دعاةً لنشر التَّشيُّع في بلدانهم، ثم لا تسل بعد ذلك عن وطنيتهم، وصدق انتمائهم !! فقد عُبِّؤوا سنوات عدة: أنَّ كل الحكومات ظالمة وغير شرعية، لأنَّها غير ملتزمة بخط ولاية الفقيه، أو ما يعبرون عنه بخط الإسلام المحمدي الأصيل.

ومن وسائلهم أيضًا: نشرُ الدعاة وبعثُ المعلمين لنشر التَّشيع، وبالأخص في المناطق النائية، والأماكن التي يُعتبر فيها المسلمون أقلية.

فهذا ( مجمع أهل البيت ) مؤسسة واحدة لها دورها وتواجدها في أربعة وأربعين دولة.

ومن وسائلهم في تصدير الثورة وكسب تعاطف المسلمين: دعوى تبني قضايا المسلمين، واتِّخاذ المواقف المعادية لليهود والصّهيونية، والسِّياسة الغربية، مما كان له الأثر الأكبر في تلميع صورة الشِّيعة في العالم الإسلامي، وكسب تعاطف الشُّعوب المقهورة.

وما اقتراب ملالي إيران من القضية الفلسطينية، إلا لدغدغة المشاعر، ومصلحة المذهب، والتكسب السِّياسي .

لقد قامت الثورة الخمينية وكان شعارها: اليوم طهران وغدًا القدس. فرأينا ورأى العالـمُ أن هذا الغد هو العراق وليس القدس  رأينا هذا الغد، هو غزو فرق الموت، وفيلق بدر لمدن وقرى أهل السنة في العراق حتى أريقت دماءُ أكثرِ من مائةِ ألف مسلم سني في وحشية لم يرتكبْها حتى اليهود الصهاينة.

ومن مخططات الرافضة في المنطقة وهي من وسائل تصدير الثورة : العمل على إضعاف الحكومات السنية والتعاون مع الدول الأجنبية في ضرب الحكومات السُّنِّيَّة المناوئة للتَّشيع، فقامت حكومة إيران التي طالما صَرَخَ معمَّمُوها بلعن الشيطان الأكبر ( أمريكا ) قامت بالتعاون مع الحكومات الأجنبية لإسقاط النِّظامِ العراقي ومن قبله الحكومةِ الأفغانية، أعلن ذلك وزير خارجية إيران بكل صراحة؛ قال :لولا إيران لما احتلت أمريكا العراق، ولولا إيران ما احتلت أمريكا أفغانستان.

وهذه أخلاقٌ رافضيةٌ راسخة؛ ليست وليدة الساعة؛
فقديمًا تعاون ابن العلقمي والطوسي مع التتار ضد الدولة العباسية السنية، وبعدها تكاتف الصفويون مع البرتغاليين النصارى ضد الخلافة العثمانية السنية.

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي سبر عقيدتهم وأفعالهم فقال عنهم: يميلون مع أعداء الدين، لقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدوٍ كافر كانوا معه على المسلمين.

كفى الله أمة الإسلام شرهم، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخطبة الثانية

أما بعد، فمن وسائلهم أيضًا وكيدهم في محاولة إضعاف الحكومات السنية: إحداث البلبلة والفوضى والثورات داخل البلدان السنية، وادعاء الاضطهاد والمظلومية، وقد رأينا كيف يستغلُ هؤلاء موجة التظاهرات ليؤججوا نار الفتنة والطائفية. رأينا كيف يتداعون لنصرة أبناء طائفيتهم على حساب وطنيتهم، متناسين حواراتِهم ومواعظَهم في الوحدة والوطنية. رأينا الدجل والتزييف والخيانة حين يرفع هؤلاء أعلام أوطانهم بيد ؛ وباليد الأخرى صورَ عمائم الفرس.

وبهذا لا يمكن أن نخدر ونخادع بشعارات تقول: الشيعة والسنة أخوان.

أيها الإخوة المؤمنون، ولإنجاح هذه الثورة المزعومة كان لابد من العمل على شحن النفوس، وإشعارها بأنها في حالة ظلم وقهر، إذ المظلوم يتحين الانتقام والثورة.

إذا عرفنا هذا، عرفنا سبب اهتمام الرافضة بالمآتم والعزاءات ودعمها واستمرارها حتى يبقى الحقد حاميًا في الصدور، وإرادة الانتقام ماثلة أمام العيون.

وأما متى يكون ذاك الانتقام؟ فهذا موعدٌ تحدده العمائم الصفوية!!

هذه العمائم هي اليوم تبشر أتباعها في إعلامهم ومطبوعاتهم الحديثة عن قرب خروج صاحب الزمان، مهديهم المنتظر المزعوم الذي يخرج من سردابه ليقود هذه الثورة - وتنبيها فعند أهل السنة ظهور مهدي غير هذا المزعوم وهو من علامات الساعة الكبرى - .

وفي مذهب هؤلاء الشيعة الرافضة أن خروج مهديهم لن يكون إلا بعد ثوراتٍ متتابعاتٍ في مناطقَ شتى، فهم يستعجلون خروجه بكثرة الهرج والمرج وإشعال الفتن.

أما ماذا سيفعل إن خرج ؟ فذا سؤال تجيبك عنه الرواياتُ الشيعية في كتبهم المعتَمَدة: والتي فيها: أنَّ هذا القائم المهدي سيسُلُّ سيفَه على العرب حتى يقتلَ ثلثَهم، وأنَّ هذا المنتظَر سيُخرِجُ أعداءَ أهلِ البيت من قبورهم، ويعذبُهم على سلب حق آل البيت المغتصب، وأولُ من يُبدأ به أبو بكر وعمر !! إلى غير ذلك من الخرافات التي تطفح بها مصادرهم. ثم حُق لكل مسلم بعد ذلك أن يتساءل: هل هذه الانتظار المرتقب، وهذه الدعوات المرفوعةُ منهم صبحًا ومساءً: اللهم عجل فرجه ومخرجه، هي رسائل سلام لنا ؟ أم أنَّ أهلَ التقيِّة يبطنون مخططًا إجراميًا كبيرًا ضدَّنا ؟ الجواب: عقائدهم ومصادرهم وتاريخهم وواقعهم يشهد بالثاني.

اللهم احم بلادنا وبلاد المسلمين من شرور هؤلاء الشيعة الرافضة الباطنية، ورد كيدهم في نحورهم، واكفناهم بما شئت. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. 

  • 4
  • 1
  • 5,194
المقال السابق
[127] المجاهدة
المقال التالي
[129] المرأة ماذا يريدون بها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً