واقعنا المعاصر فى قصة قصيرة

منذ 2016-08-13

قصة قصيرة تجسد واقعنا.

نهر الجنون، أسطورةٌ فارسيةٌ،

كتبها في قالبٍ مسرحي توفيق الحكيم، وهذا مختصر لها؛

يُحكي أن:

طاعون الجنون نزل في نهرٍ يسري في مدينة، فصار الناس كلما شرب منهم أحدٌ من النهر يُصاب بالجنون، وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغةٍ لا يفهمها العقلاء، واجه الملك الطاعون وحارب الجنون، حتى إذا ما أتى صباحُ يومٍ استيقظ الملك وإذا الملكةُ قد جُنت، وصارت الملكة تجتمع مع ثُلة من المجانين، تشتكي من جنون زوجها الملك!

نادى الملك بالوزير: "يا وزير! الملكة جنت أين كان الحرس؟" الوزير: "قد جُن الحرس يا مولاي." الملك: إذن اطلب الطبيب فورًا." الوزير: "قد جُن الطبيب يا مولاي." الملك: "ما هذا المصاب، من بقي في هذه المدينة لم يُجن؟" رد الوزير: "للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة أحدٌ لم يُجن سوى أنت وأنا." الملك: "يا الله أأحكم مدينة من المجانين!" الوزير: "عذرًا يا مولاي، فإن المجانين يدعون أنهم هم العقلاء، ولا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا."

الملك: "ما هذا الهراء! هم من شربوا من النهر، وبالتالي هم من أصابهم الجنون!"

الوزير: "الحقيقةُ يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون، لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب، ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن، هم الأغلبية، هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة، هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون."

هنا قال الملك: "يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون، إن الجنون أن تظل عاقلًا في دنيا المجانين."

هناك وقف الوزير بعد أن جن الملك، واتهمه مباشرة بالجنون، وقف ليفكر بأمره، ماذا يختار؟ الجنون ليحيا بهدوء، أم العقل ليحيا بكرامة!

الحكمةُ: بالتأكيد الخيار صعب، كثيرٌ من الصادقين المخلصين تعرضوا لهذا الاختبار الصعب، وفُرض عليهم الشرب من النهر، لما خالفوا طوفان التصفيق والتطبيل وانفردوا بقناعةٍ تختلف عن كل قناعات الآخرين.

عندما يقول أحدهم: معقولة فلان وفلان و فلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح! إذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم أنه عرض عليك لتشرب من الكأس .

 

Editorial notes: لم أجد مصدر مذكور
  • 1
  • 0
  • 1,330

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً