التسليم المطلق للأشخاص
محمد علي يوسف
من أعجب ما نشهده في أيامنا هذه تَحَوُل اليقين الغيبي، والتسليم المطلق، من أن يكون لله، وهو المستحِقُ وحده لذلك اليقين والتسليم الكامل والمطلق، إلى يقينٍ مطلقٍ وتسليمٍ كاملٍ في شخصٍ أو أشخاص
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
من أعجب ما نشهده في أيامنا هذه تَحَوُل اليقين الغيبي، والتسليم المطلق، من أن يكون لله، وهو المستحِقُ وحده لذلك اليقين والتسليم الكامل والمطلق، إلى يقينٍ مطلقٍ وتسليمٍ كاملٍ في شخصٍ أو أشخاص.
شخصٍ أو أشخاصٍ مهما كان ما رأى الإنسان منهم، من فضلٍ، أو روعةٍ، فإنهم يظلون بشرًا، ليس لنا منهم إلا الظاهر، وليس معنى حُبك وتقديرك لهم أن تسلم تسليما غيبيا بأنهم لا يخطئون ولا يفشلون.
تسليمًا ويقينًا يصل إلى درجة أن تصرخ فيك كل الشواهد، والدلائل، والقرائن، أن انتبه ثمةَ شيءٌ ما خطأ، بينما تبتسم أنت ابتسامةً عريضةً تقطر باليقين، قائلًا بثقةٍ مذهلةٍ: (كله تمام، كله تحت السيطرة، كله هيبقى زي الفل.)
والسؤال هو: هل يُتصور منطقيًا أن يوجد مثلُ هذا اليقين في شخصٍ أو أشخاصٍ عاديين! ولم يأت لأحدٍ سلطانٌ في عصمتهم، ولم يَرِدُهُمْ وعدٌ دائمٌ مطلقٌ بصلاح مستقبلهم، فضلًا عما لا تعلمه من ماضيهم.