طالب العلم والمشاريع العلمية
سلطان بن عبد الله العمري
إن إدراك النفس إلى العناية بالمشاريع العلمية الكبرى من الأهداف المهمة في واقعنا العلمي؛ لأن الناظر في البرامج العلمية الخاصة بالطالب يجد أن فيها تنوعًا وتكاملًا نوعًا ما كل حسب رغبته وميوله وتخصصه، ولكن عندما نتأمل البرامج العلمية الكبرى التي تخدم الأمة أو مجموعات كبيرة من طلاب العلم في البلد الواحد فإننا قد نجدها قليلة، بل قد تكون معدومة في بعض البيئات الإسلامية.
- التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة - طلب العلم -
حينما تتأمل واقع بعض طلاب العلم تفرح بتلك الجهود والبرامج الخاصة به، فهو صاحب اطلاع وقراءة وجرد للمطولات وحفظ للمتون وعكوف في المكتبة بين تلك الكتب المليئة بالفوائد والدرر.
ولعله صاحب رحلات لتلك الدورات العلمية التي ينهل فيها من علم العلماء وأدبهم وسيرهم، أو لعله من أولئك الذين عانقوا الأقلام تأليفًا وبحثًا ودراسة، وكل ذلك وغيره من الأهداف الرائعة في حياة طالب العلم.
وأنا هنا أقدر تلك الجهود السابقة وأدعو لبذل المزيد فيها والسعي إلى الكمال في كل خير وبر، ومع ذلك فإني أهمس لطلاب العلم بهمسة أرجو أن تسكن في قلوبهم، فأقول:
إن إدراك النفس إلى العناية بالمشاريع العلمية الكبرى من الأهداف المهمة في واقعنا العلمي؛ لأن الناظر في البرامج العلمية الخاصة بالطالب يجد أن فيها تنوعًا وتكاملًا نوعًا ما كل حسب رغبته وميوله وتخصصه، ولكن عندما نتأمل البرامج العلمية الكبرى التي تخدم الأمة أو مجموعات كبيرة من طلاب العلم في البلد الواحد فإننا قد نجدها قليلة، بل قد تكون معدومة في بعض البيئات الإسلامية.
ولأجل الإيضاح أقول: هناك عدة مشاريع كبرى يصل نفعها إلى جمهور كبير من الناس من عشاق العلم والمعرفة وتخدمهم في الجانب العلمي والشرعي في حياتهم، وهذه المشاريع قد غفل عنها كثير من طلاب العلم بل وبعض العلماء الكبار بسبب الأشغال والمهام التي نزلت بهم، أو لعله قصور في إدراك بعض هذه المعالم.
وسأطرح هنا بعض المشاريع التي أراها مهمة من وجهة نظري:
- مجموعة مؤلفات في (العقيدة، الفقه، التفسير) أين طلاب العلم عن مثل هذا المشروع؟ ألا يمكن لعشرة من الطلاب المتميزين أن يقرروا البدء بتأليف سلسة في الفقه الميسر مثلًا؟ أو في تقريب العقيدة لعامة الناس عبر وسيلة (سؤال وجواب) مثلًا؟
- إنشاء مكتبات علمية في بعض الجوامع الكبار أو المراكز الإسلامية أو السجون في بلاد العالم كله أو بلد واحد كأمريكا أو كندا مثلًا.
- زيارة بعض القرى الصغيرة بهدف إقامة دورات علمية لها منهج البقاء والاستمرار.
- تأسيس مراكز لترجمة الكتب والرسائل العلمية إلى عدة لغات.
- تأسيس مطابع وقفية لطباعة الرسائل والكتب والمطويات بكافة اللغات.
- فتح برامج علمية متخصصة في البناء العلمي في القنوات والإذاعات.
- إنشاء مجلات علمية تخرج في مواسم معينة تعتني بالعلم ومتعلقاته.
- تأسيس لجنة علمية في المكاتب الدعوية والمراكز الإسلامية لتعتني بالجوانب العلمية لهذا المركز.
- إنشاء مواقع تعليمية عبر الإنترنت بطريقة احترافية وجديدة تهتم بالجانب التعليمي للناس.
- العناية بالنساء وفتح مراكز أو معاهد تعليمية لهم ذات مناهج وخطط واضحة المعالم.
- فتح مراكز ودورات لتعليم الكبار والمتقاعدين.
- بناء مركز علمي في البلد يسعى لتحقيق عدة أهداف علمية كبيرة.
- إنشاء جامعات في البلاد الإسلامية التي ينتشر فيها الجهل بكثرة.
- فتح برامج تدريبية لطلاب العلم في تنمية الفكر وتطوير الذات وتوسيع دائرة العقل في إدراك هموم الأمة وحاجة الناس للمشاريع العلمية والمؤسسية.
من المؤكد أن كل تلك الأفكار تفتقر إلى عناصر قوة وتأثير وتفعيل وتخطيط، ويجب أن تكون هناك لجان ومؤسسات علمية لتبني تلك الأفكار وغيرها مما يدور في فكر كل جاد وحريص.