فترة نقاهة
أن يجرحك أحدهم .. أن يهجرك بلا مقدمات .. أن يقرر إنهاء وجودك في حياته = كل هذا يا صديقي لا بأس به !
(اللي فاتك ... فوته) .. لا تعلم أين سعادتك على كل حال ..
لكن أكبر خطأ ترتكبه حين تهرع مسرعا لمعالجة جرحك بجرح جديد عند أحدهم.
خطأ متكرر يقع فيه الشباب (والفتيات بنسبة أقل) حين لا تكمل له خطوبة تعلقت نفسه بها، فيهرع مباشرة لخطبةِ أخرى .. ليس لها ذنب سوى وقوع الاختيار عليها بأن تصير في المقام الأول (أداة نسيان) !
وتبذل المسكينة مهجتها .. وتسلم -في استئمان- قلبها .. وتظل تتساءل في حسرة: لم غابت في عينه لمعة السعادة ؟!
ليتحول المظلوم لظالم .. والمجروح لجارح .. والباكي من مرارة الغدر بالأمس، غادر اليوم بامتياز ..
بعد كل علاقة منتهية لا بد من فترة نقاهة .. يستعيد فيها القلب طاقته، وتملأ الروح كثيرا من فراغاتها التي أنشأها الوداع المفاجئ !
هذه الفترة تتباين حسب قوة العلاقة المنتهية وجذورها في النفس .. وطبيعة النفس في القدرة على التجاوز .. المهم أن تجد لديك الرغبة من جديد في أن (تحب) .. لا أن (تنسى) ..
هذه مهمتنا نحن .. لا ينبغي أبدا أن نكلف بها غيرنا؛ فمهما كانوا مميزين لن يستطيعوا مساعدتنا في هذه المرحلة الباردة من عمرنا ..
(التجربة اللي ما تموتش ... بتقوي) .. ستخرجون أقوى وأنضج وأكثر قدرة على البذل والاستقبال .. الحياة تمضي، وفي الله العوض .. وفي الناس أبدال.
محمد عطية
- التصنيف: