مقام العبودية - متناقضات
رُبّ أمرٍ ظاهره ضوء الفجر وباطنه من قبله ظلام العذاب، ورُبّ أمرٍ قد ضاقت به النفس ذرعًا وتجرعته الروحُ ألمًا، فتجلّى لك من بعده الخير، فارتشفت بعد مرارة الصبر حلاوة الأجر.
إنّها تلك الدُموع التي تنساب حارةً من أعيننا يومَ عُرس مَن نُحب، وابتسامة صبرٍ ورضا تتسلل إلى وجوه مكلومة حزينة على فراق من تُحب، إنّها تِلك الأحداث التي تأخذ بلُبّك من شدّتها؛ لا تتركك إلّا حيرانًا على شفا جُرُفٍ من مُتناقضات الأحاسيس يوشك أن ينهار بك!
فتجد من يحمد الله على وفاة عزيزٍ لأن المرض أوشك أن يُهلكه، يبكي فراقه ويحمد الله على ذلك، وذاك الذي استشرف في أمسه حياةً ظنّ أن فيها غاية سعادته، ولم يكن يعلم أنّها تحوي في طيّاتها كل وجعٍ وألم.
أن يكون عطاءك في أعراف الناس بلاءً بينما أنت في قرار نفسك تعلم من ربّك ما لا يعلمون، إمامك في جميع أمرك الرضا عن الله وأقداره، ويقينك أنّ كل ما يفعله سُبحانه هو لحكمةٍ لا يعلمها إلّا هو جلّ في عُلاه.
شأنك فقط أن ترضى... حتى يرضى الله، فهذا مقامك.
رُبّ أمرٍ ظاهره ضوء الفجر وباطنه من قبله ظلام العذاب، ورُبّ أمرٍ قد ضاقت به النفس ذرعًا وتجرعته الروحُ ألمًا، فتجلّى لك من بعده الخير، فارتشفت بعد مرارة الصبر حلاوة الأجر.
شيماء علي جمال الدين
طالبة علوم شرعية على أيدي الشيوخ سواء على شبكة الإنترنت أو في محافظة الإسكندرية مهتمة بمجال دراسة علوم القرآن والتفسير بشكل خاص. لها العديد من المقالات والأبحاث والقصص القصيرة المنشورة على الشبكة الإلكترونية.
- التصنيف: