عظاميون ورمميون
هذان نمطان من الأنماط المقززة والنماذج المشوهة التي نشاهدها بكثرة هذه الأيام!
هذان نمطان من الأنماط المقززة والنماذج المشوهة التي نشاهدها بكثرة هذه الأيام!
العظامي في اللغة هو: الذي يقوم على عظام الآخرين، وهو ضد العصامي الذي يرتفع بعد فضل الله ببذله وكده وإحسانه وليس بفعل وبذل غيره، وقديماً كان العظاميون يعتمدون على صيت آبائهم وأمجاد أجدادهم، أما اليوم فهم يعتمدون على صيت سادتهم وكبرائهم ومتبوعيهم، فبهم يفتخرون وبأمجادهم على الخلق يتيهون ويباهون وإذا سألتهم عن أنفسهم وما قدموا ويقدمون تجدهم للأسف... لا يردون.
فالحقيقة أن العظامي هو كائن طفيلي متسلق لا يمكنه الصعود إلا على أكتاف الآخرين فإن لم يجد أكتافاً تحمله طوعاً بحث عن عظام يهشمها ليصنع منها سلماً لمجده الزائف ويتحول تدريجياً إلى مخلوقٍ مؤذٍ مدمرٍ لمن حوله نهِم لنهشهم والعلو فوق جثثهم بشكل قريبٍ من النمط الآخر الشبيه به...
الرممي
و الرممي هو: لقب أطلقته على ذلك الشخص الذي يشبه في سلوكه تلك المخلوقات الرممية التي تحلل أجساد الموتى وتتغذى على جيفهم، هذا النمط لا يتعيش إلا على لحوم الآخرين ولا يستمد قوته إلا من خلال امتصاصه لأرواح أفكارهم وبذلهم، إنه ذلك الإنسان الذي تقوم فكرته على تجهيل الآخرين وتزدهر قيمته بازدرائهم والتحقير من شأنهم، بضاعته الأساسية هي بيان نقصهم وسلعته الوحيدة هي تسفيههم، والقيمة الرئيسية التي يقدمها لمستمعه أو قارئه قائمة على رسالة ضمنية أنه فقط من يعلم ويفهم ويدرك بواطن الأمور، هو الأوسع اطلاعاً والأعمق ثقافةً وعلماً والأكثر إدراكاً ووعياً ...إنه الأروع بلا منازع!، وهو الصادع بالحق وحده والآخرون جبناء مرجفون مخذلون وهذا إن أراد مجاملتهم وإلا فهم عملاء خائنون يخفون ما لا يظهرون
لكنه لا يستطيع أن يصرح بفضله العظيم لبقايا حياءٍ مستترٍ فيرسل هذه الرسائل ذات المغزى من خلال التحقير الدائم للآخرين وبيان خفتهم أو تفاهتهم بالنسبة لعمقه الرهيب! وذكائه المهيب! وفطنته الشاسعة! وثقافته الواسعة !ودهائه الفظيع! وشجاعته وإقدامه الذي ليس له مثيل!
وقد يلجأ أحياناً أصحاب تلك الطريقة وذلك النمط إلى تصوراتٍ متوهمةٍ في عقولهم ولوازم لا يحتملها الكلام لكي تكون فرصةً سانحةً لنهش من يعدونهم من البلهاء السذج وإرسال رسالتهم المتكبرة في الوقت نفسه والتي فحواها: اتبعوني فأنا الذكي الأعظم والمثقف الأكبر والعميق الأوحد والمقدام الذي لا يشق له غبار!!!!!
أنماطٌ وصوليةٌ وقيمٌ متسلقةٌ لا تبزغ ولا تعلو إلا على سُلَم من عظام الآخرين ومجدٍ زائفٍ ما أشبهه بحياة البراغيث مصاصة دماء لا تحيا إلا اقتياتاً على أرواح الآخرين والتجرع حتى الثمالة من دماء أعمالهم وفضائلهم.
- التصنيف: