الثورة القادمة بين الحقيقة والوهم
عبد المنعم منيب
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
المجموعة بتوع فنكوش الثورة (توهم الثورة) بدأ زنُهم حول ما يسمونه بالثورة القادمة في مصر وأنها على الأبواب (وأغلبهم قاعدين خارج مصر أو كلهم) وشغالين تنظير، رغم أنهم بلا علم سياسيٍ ولا ثوري ولاتاريخي، ولا يدركون الواقع حق الإدراك، ولا لديهم خبرةً حقيقيةً فضلاً عن أنهم معجبون ببضاعتهم الفقيرة جداً، فلا يسعون لأي تعلم، وفى نفس الوقت فإن كلامهم بسخونته وضربه على وتر "هوى المعارضة" يلهب حماس عشرات الالوف من الشباب الذين لا يملكون أي خبرة أو علم يميزون به الغث من السمين، فنجد هذا الفنكوش يتم نشره بعشرات المواقع والمنتديات ويشيرونه بعشرات الالاف فى الفيس بوك، ورغم هذا لن يصح إلا الصحيح، ولكن الفرق هو أن من نَور الله بصيرته يدرك الدجل والضلال السياسي فور إطلاقه ولا ينخدع به بينما قليل العلم والخبرة ينطلي عليه هذا الدجل والضلال السياسي كما انطلى عليهم من قبل دعوة انتفاضة الشباب المسلم والثورة الثانية أو ثورة الغضب ب ٢٨ يناير وقبلهما قادة الجيش الموالين لمرسي وولاء الحرس الجمهورى له، او اعتراض قائد الجيش الثاني على الانقلاب بل قبل هذا كله كون السيسى نفسه إخوان، وكما انطلى على آخرين خزعبلات دينار الدولة الاسلامية، أو فتح كوبانى، وقبلهما إعلان الخلافة وإسقاط حدود سايكس بيكو.
كلنا مع الشريعة والخلافة وإسقاط سايكس بيكو والخروج من الهيمنة الأمريكية والروسية والإيرانية..الخ، ولكن:
اوردها سعد وسعد مشتمل**** ما هكذا يا سعد تورد الابل
هناك حراك "ما" أكيد سيأتي خلال شهور .. ولكن كيف سيكون ثورة يا أصحاب فنكوش الثورة؟
ويظلون يبشرون ويمنون بيناير أخرى.. يا فرحتى .. ومن قال أن ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت ثورة مكتملة؟
ألا تعقلون؟ الثورة ليست غضباً أو انفجارًا للغضب الشعبى فقط.. الثورة أهداف وبرنامج لتحقيق الأهداف وقيادة مقبولة من الشعب الغاضب وهياكل شعبية قادرةً على إنفاذ الغضب والبرنامج..
فأين كل هذا من الوكسة التى نعيشها ويزيدها إنتكاساً نجوم الإنترنت الذين يزيفون الوعي تحت عنوان وشعار "معركة الوعي" فلا هم فاهمين ولا يروجون لمفاهيم موضوعية حقيقية إنما يروجون لأوهام تتزيا بزي العلم والموضوعية بل والإبداع السياسي والإسلامي والثوري.. وتروج بضاعتهم الفاسدة لأن الزباين لا يتعبون أنفسهم بالبحث والاستقراء الواسع والمقارنة بين المعلومات والتحليلات والكتابات.
علما أن الاستسهال والارتكان لنجومهم المألوفين عبر قنواتهم التلقينية المألوفة لن يهديهم لأحسن الطرق للخروج من مأزقنا الراهن..
لولا المشقة ساد الناس كلهم ***الجود يفقر والإقدام قتال
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد