دروس من غزوة مؤتة
ممدوح إسماعيل
دروس من غزوة مؤتة...... إهداء لواقعنا اﻷليم
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي - الواقع المعاصر -
إهداء لواقعنا اﻷليم
دروس من غزوة مؤتة:
1_النبي صلى الله عليه وسلم أرسل جيش من 3 آﻻف مسلمٍ ليقاتل 200 ألفٍ من الروم، بسبب قتل مسلمٍ واحدٍ
ولم يظهر هنا مطلقاً مصطلح الحفاظ على وحدة ومصلحة الجماعة، وليقتل من يقتل المهم أن تظل الجماعة.
2_النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الجيش ومعه خطط القيادة البديلة، ولم ينتظر مفاجأة ليعقد انتخابات فى ظل حرب ومحنة، إنما قال: الراية لزيد ثم جعفر ثم بن رواحة وهنا يظهر خيبة كثير من قيادات الجماعات التي ﻻيوجد عندها رؤية لتطور اﻷحداث.
3_عندما استشهد الثلاث قياداتٍ لم يضطرب المسلمون وينهاروا، بل اجتهدوا فى أرض المعركة اجتهادٌ له دﻻلته لكل قيادةٍ في كل زمانٍ ومكانٍ، فقد استلم الراية صحابي ثم أعطاها لخالد بن الوليد وكان لم يمض على إسلامه 3 أشهر فرفض وقال للصحابي: أنت أقدم منى إسلاماً، فقال الصحابي: أنت أعلم منا بالقتال، وهنا وقفةٌ هامةٌ للجماعات التي تعطي القيادة للأقدم وأهل الثقة والوﻻء فقط، فالصحابي الجليل يُعَلِمُ كل جماعات التعصب أن الكفاءة هي المعيار الأول والأهم، خاصةً في الصراع والمعارك، ومافعله الصحابي مع خالد فعلٌ منبوذٌ الآن فى الجماعات إﻻ مارحم!.
4_كان قرار خالد باﻹنسحاب التكتيكي بعد أن كسر 9 سيوف من يده من شدة القتال! وليس بعد قتل القادة، ثم بعد الليل أيقن بحسابات رجل الخبرة العسكرىي أن الأمر يحتاج وقفة وهدنة، رغم النصر فلم يكن المسلمون منهزمين عندما فكر في ذلك بل منتصرين، ولكن التفكير الاستراتيجي لرجل الخبرة جعله يعيد الحساب فانسحب انسحاب المنتصر، بدون أن يُشعِر عدوه، بل أوقع فى نفسية عدوه الخوف ولرجوعه تعجب عرب الجزيرة كلها من بسالة جيشه وخافوا منه، لذلك قال لهم النبي: الكرارون.
5_هل يتخيل أحدٌ أن عدد من استشهد من المسلمين هم 12 مسلم فقط وعدد من قُتل من الروم ﻻيحصى، وذلك مما يغيب عن كثير من قادة الجماعات والرأي، أن القلة المؤمنة بثباتها على الدين ينصرها الل،ه فنحن أمة ﻻتنصر بكثرة العدد والعتاد، إنما بنصر الدين وبذل الجهد في اﻻستطاعة المادية وفقط، وقمة التعجب والحزن هنا للواقع كيف بستشهد 12 فقط فى جيش 3 آﻻف امام جيش 200 الف واﻵن المسلمون يكونون بمئات الآﻻف فى مظاهراتٍ أو أي جماعة ومع ذلك يقتل منهم الآﻻف أمام جيش ﻻيتعدى عشراتٍ أو مئاتٍ أوحتى بضعة آﻻف، إنها النية الواضحة الخالصة لنصر الدين وفقط، ﻻيشوبها حرصٌ على جماعةٍ أو مصلحةٌ شخصيةٌ والفهم الواضح للإعداد فى الصراع، إنه إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.