مفاوضات من لا يملك ومن لا يستحق !!
منذ 2010-09-23
لعل أصدق جملة قيلت في وصف المجرم آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا عندما وعد اليهود بفلسطين، هي: أن من لا يملك منح ما لا يملك لمن لا يستحق!! فلا فلسطين أرض إنجليزية ولا الصهاينة لهم أي صلة بفلسطين !
لعل أصدق جملة قيلت في وصف المجرم آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا عندما وعد اليهود بفلسطين، هي: أن من لا يملك منح ما لا يملك لمن لا يستحق!! فلا فلسطين أرض إنجليزية ولا الصهاينة لهم أي صلة بفلسطين، وهم أشتات ينحدرون من أعراق مختلفة يتكلمون لغات متباينة.
اليوم نستحضر تلك الجملة الصادقة البليغة لأنها تطابق تمتم المطابقة رحلة محمود عباس المشؤومة إلى البيت الأسود لمفاوضة الإرهابي الأكبر بنيامين نتنياهو برعاية أم الإرهاب في العالم:الولايات المتحدة الأمريكية.
فعباس منذ سنوات لا يمثل سوى حفنة من المنبوذين المتحالفين مع العدو اليهودي وعدد يسير من المخدوعين والسائرين وراءه بحكم التعصب لحركة فتح أو لتحصيل مكاسب ذاتية زائلة، لكن هذه الدائرة ظلت تَضِيق و تضيق حتى باتت محصورة في عصابة المنتفعين من خدمة الاحتلال. وها هو الرجل ييمم وجهه شطر واشنطن والأكثرية الساحقة من الشعب الفلسطيني رافضة مفاوضاته العبثية العقيمة ذات النتائج المحسومة سلفاً، والمحددة الثمار العلقمية مسبقاً. فشركاؤه في ما تبقى من هيكل منظمة التحرير نفسها جهروا برفضهم، بل إن كثيراً من فعاليات فتح -الأضيق نطاقاً-صرحوا بالموقف إياه، وشككوا في حصيلتها على الأقل.
أما فصائل المقاومة كحركتي حماس والجهاد وغيرهما فموقفها أشهر من أن نتحدث عنه، وهو مبني على قراءة موضوعية لموازين القوى ولتركيبة نظام العدو وبتأثير الترهل العربي الرسمي والانحياز الأمريكي لتل أبيب حتى في أدق التفاصيل، بل إن في المجتمع الصهيوني نفسه شرائح ولو كانت قليلة الحجم والأثر تفضح سياسات حكومتها في حين تسير إدارة أوباما وراء نتيناهو مغمضة العينين، إلى درجة أن بعض البسطاء يظنون أن حكام تل أبيب يهيمنون على أمريكا لا العكس!!
فعدو الله نتنياهو الذي رضخ عباس للتفاوض معه-باعتراف عباس الصريح بأن الأمريكان أجبروه-- يضيف في كل يوم استفزازاً أغضب حتى صهاينة يحترفون التمثيل فرفضوا المشاركة في مهرجان مسرحي لمجرد إقامته فوق أراضي المغتصبات"المستوطنات".
وعدو الله الآخر الحاخام عوفاديا يوسف يدعو ربه "يهوه" أن يمحق العرب بمن فيهم محمود عباس الذي لم تشفع له كل خدماته للاحتلال ولا إذعانه لشروط أمريكا وإملاءات نتيناهو!! ويوسف ليس مجرد كاهن عنصري فظيع بل هو زعيم حزب عضو في الائتلاف الصهيوني الحاكم. فلنتصور شيخاً فلسطينياً يقابل شتائم يوسف بمثلها!! مع أن الدفاع عن النفس أمر طبيعي وبديهي!! ولماذا نعمد إلى الافتراض والتخمين فسجون عباس تضيق بأنصار المقاومة في الضفة ولو كانت لهم حصانة برلمانية من أمثال الشيخ حامد البيتاوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مع أنه لم يصدر عنه تصريح يدعو لطرد اليهود فضلا عن الحض على إبادتهم!!
وقبل سويعات من كتابة هذه الكلمة نشطت كلاب السلطة فاعتقلت جملة من الفلسطينيين من أهل مدينة الخليل المحتلة، بسبب هلاك بعض المستوطنين القتلة، لأن سيد العصابة في البيت الأبيض استاء من مصرعهم ولم ينبس ببنت شفة أمام حصار غزة ومقتل ألوف الفلسطينيين في الضفة وغزة، على يد جيش الاحتلال وأيدي قطعان المستوطنين. وفي الخليل نفسها يتحكم 400صهيوني من سكان المغتصبات بأكثر من 100ألف فلسطيني تحولت حياتهم إلى جحيم يومي!!
وليس مصادفة أن معظم حكومات بني يعرب التي تختلف في كل شيء، تتفق على منع أئمة المساجد من الدعاء على الصهاينة المحتلين القتلة.... وكأنها مكافأة مجانية للفاجر عوفاديا يوسف الذي تطاول قبل مدة على رئيس أكبر دولة عربية، ودعا إلى نسف السد العالي لإغراق مصر، وحض على استخدام السلاح النووي ضد العرب!!
أما في أمريكا فإن عباس يستقبله غلاة اليمين الذي يعادي أوباما-راعي العملية-باعتباره مسلماً يسعى إلى أسلمة أمريكا-كذا والله-!!
إن عصابة أوسلو تعلم ما يعلمه الكافة الآن من أن الاستيطان تضاعف300%منذ اتفاقات أوسلو الذميمة، فهل ذهب عباس ليفاوض القوم حتى لا يبقى في الضفة أرض لعصابة أوسلو باستثناء مبنى المقاطعة التي يقيم بها عباس وبطانته في رام الله!!
المصدر: موقع المسلم
- التصنيف: