مبادرة واشنطن مبادرة عقائدية
تتحدث المبادرة في بندها الثاني قائلة: "الهوية المصرية الجامعة بطبقاتها المتنوعة، هي العامل المشترك الموحد لعناصر الشعب المصري".
فقامت بإنشاء هوية جديدة لمصر وشعبها، واعتبرتها مرجعية عليا، وهذا شأن العقائد.
ثم قامت بالتمهيد لإقرار مبادئ فوق ديمقراطية (ميتا ديمقراطية)، وهذه طبيعة الأديان والعقائد، أن بها مبادئ عليا لا يمكن تجاوزها عبر الأغلبيات ونحوها، فتتحدث عن: "آلية ديمقراطية تضمن الحماية من ديكتاتورية الأغلبية"، أي ديمقراطية تمنع من إقرار رأي الأغلبية.
فمتى يكون ذلك؟ نعم حين يأتي رأي الأغلبية مخالفًا للمبادئ العليا التي ستحكي عنها الوثيقة بعد ذلك، فلو أن الأغلبية رأت أن الدين الإلهي لابد أن يكون له دور مؤثر في السياسيات العامة، فلا اعتبار لرأي الأغلبية، وكذا لو رأت الأغلبية أن لها هوية أخرى غير ما تبغي مجموعة واشنطن فرضه عليها، فهذا أيضا هدر، لأن رأي الأغلبية جاء مضاد للمبادئ الميتا ديمقراطية (ما وراء الديمقراطية) وتلك هي طبيعة الأديان.
غير أن هذا الدين الجديد يحجر على الناس الحرية الأولى، الحرية الفطرية التي وهبها الله للإنسان، على العكس من دين الإسلام، الذي يمكن الإنسان من ذلك، فيمنع الإكراه في الدين، ليعطي الإنسان الحق في أن يؤمن، أو يختار الكفر.
- التصنيف:
- المصدر: