البابا .. رمز الأزمة !
ملفات متنوعة
كان مدهشا للغاية وهو يقول بصرامة أنه "لم يعتذر للمسلمين" ثم يبرر
بأنه غير مسؤول عن ما يقوله غيره ، كان واضحا أن التعليقات الإسلامية
وحتى القبطية على "اعتذاره" في التلفزيون الرسمي للدولة قد أحرجته ..
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
كان حوار البابا شنودة مع قناة الحياة أول أمس مترعا بالعجرفة والعصبية ، وإن تزيا بالهدوء المصطنع ، كان مدهشا للغاية وهو يقول بصرامة أنه "لم يعتذر للمسلمين" ثم يبرر بأنه غير مسؤول عن ما يقوله غيره ، كان واضحا أن التعليقات الإسلامية وحتى القبطية على "اعتذاره" في التلفزيون الرسمي للدولة قد أحرجته ، حتى أنه اضطر إلى أن يعود بعد أقل من أربع وعشرين ساعة إلى نفي ما قاله على الملأ ، وعندما يقول إنسان أنه "يقدم أسفه" لجهة أو إنسان ، فإن البديهة التي لا تحتاج إلى شرح أن ذلك "اعتذار" ، والاعتذار فضيلة إنسانية لأصحاب الهمم ومن يستشعرون المسؤوليات ويحملون رسالة حب للإنسانية ، وهي تعلي من قدر الإنسان ولا تقلل ، ولكن البابا نظر إليها من الثقب "الطائفي" المقيت ، فقرر التراجع عن "الفضيلة" وأعلن أنه لم يعتذر ، ولو كان البابا لم يعتذر فعلا ، فإن هذا الموقف الجلل الذي يعيشه الوطن كان يوجب عليه ـ كمسؤول ـ أن لا ينكره بمثل هذه الفجاجة ، وأن لا يعلن مثل هذا الكلام المتعجرف على الملايين مستفزا لهم ومثيرا لغضبهم ، وكان يمكنه أن يستخدم الذكاء اللغوي والإنساني في تمرير المعنى الذي يريده ، ولكن الطبع يغلب التطبع ، وعاد البابا إلى أسلوبه الصدامي التقليدي الذي أورث الوطن المهالك على مدار "39" عاما ، أسلوب الكبر والاستفزاز والصدام والاستعلاء والعجرفة ، كما أنه مثير للغرابة أن يقول البابا أنه غير مسؤول عما يقوله آخرون ، والآخرون هم قساوسته الذي يقتدون به ويتحركون بمباركته ويقفون رهن إشارته ، فإذا كنت غير مسؤول عن "التطاول" المقيت الذي سقط فيه نائبك والرجل الثاني في الكنسية وسكرتير المجمع المقدس ، فعن أي شيء أنت مسؤول في الكنيسة إذن ، هل مسؤول فقط عن سجن النساء اللاتي يرغبن في التحول إلى الإسلام والإشراف على عمليات العزل والإرهاق العصبي والبدني وغسيل المخ من أجل ضمان عدم خروجهم عن "سلطان الكنيسة" ، والحقيقة أن "الظهورات" المتتالية للبابا وغيره من قيادات الكنيسة مؤخرا أمام الإعلام ، والحوارات المتسارعة كشفت الكثير من مخبوءات النفوس ، وكانت فلتات اللسان تفضح معاني طال كتمانها والمناورة بها ، كما أوضحت للرأي العام بجلاء لا يحتاج إلى مزيد أدلة أو شواهد ، أننا أمام قيادة كنسية شديدة التعصب والعجرفة ، وأبعد ما تكون عن التسامح والمؤاخاة والحفاظ على وحدة الوطن ، وهذا "الانكشاف" يعيد الاعتبار لكلام رجل في قامة وتاريخ وحكمة الدكتور محمد عمارة عندما قال على الهواء في قناة الجزيرة ـ بدون أي زينة أو مجاملات ـ أن المشكلة الطائفية هي في شخصية البابا شنودة تحديدا ، وهو الذي جعل رجلا حكيما ومجاملا تاريخيا للأقباط والكنيسة ، مثل الدكتور محمد سليم العوا يقول على الهواء أول أمس في قناة فضائية مصرية أن الأزمة الطائفية في مصر تاريخها "39" عاما في إشارة إلى الأعوام التسعة والثلاثين التي تولى فيها البابا شنودة قيادة الكنيسة ودخل بها في صدامات متتالية مع الدولة ومع الشعب لم تشهدها مصر طوال تاريخها الحديث كله ..
ويبقى أن أشير إلى عتاب واجب على الدكتور
العوا ، الذي تحدث أكثر من مرة عن موضوع "كاميليا شحاتة" مؤكدا أنها
غير مسلمة وأنها "لم تسلم يوما" ، وعندما سألته المذيعة عن دليله على
ذلك قال : معلوماتي كده ، كان أولى بالمفكر الكبير أن يقول أن حدود
معلوماته تقول ذلك ، لا أن يتحدث بشكل يقيني وكأن الوحي أتاه به من
خبر السماء ، نحن وغيرنا قدمنا شهادات الشهود وأوراق مكتوبة بخط يدها
وتحدينا السلطة والكنيسة معا أن تكذب أو تواجه الشهود والأدلة ، ولم
يجرؤ أحد من الجهتين على ذلك ، ونحن نؤكد للدكتور العوا أن كامليا
أسلمت يقينا وأنها اختطفت لأنها مسلمة ، ولا توجد من تختطف مسيحية
كانت أو مسلمة من قبل أجهزة الدولة والكنيسة لأنها على خلاف مع زوجها
يا دكتور محمد ، كما أني حزنت أن يقول مثلك على قناة الجزيرة أن رجال
الأمن ألقوا القبض عليها وسلموها إلى أهلها وليس إلى الكنيسة ، فأنت
رجل قانون ، وعلمتنا أن توقيف مواطن أو القبض عليه لا يكون إلا بجريمة
وبقرار من السلطات المختصة ، فهل تشرح لنا ما هي الجريمة التي
ارتكبتها المواطنة "كاميليا شحاتة" لكي يتم مطاردتها من قبل أجهزة
الأمن باعترافك ومبررات إلقاء القبض عليها ، وإذا كانت الجهات الأمنية
لا تملك حق توقيف مواطن أو إلقاء القبض عليه إلا بموجب إذن أو أمر من
السلطات القضائية المختصة ، هل يمكن أن توضح لنا أين هو وما هو القرار
الذي أصدرته النيابة المختصة بالقبض على المواطنة كاميليا ، ثم هل
تكمل جميلك فتشرح لنا معنى أن تسلمها الجهات الأمنية ـ لو صح الكلام ـ
لأسرتها ، هل كانت كاميليا لحظة توقيفها طفلة شاردة من أبويها خافوا
أن تضل طريقها إلى المنزل أو كانت فتاة قاصرا ، .. لا يصح هذا الكلام
منك أنت يا دكتور محمد ، واحترامنا وتقديرنا لك يجعلنا نتمنى أن لا
تعود إليه مرة أخرى .
جمال سلطان
30-09-2010 م
المصدر: جمال سلطان - المصريون