شاحنة نكدٍ متنقل
أبو الهيثم محمد درويش
ما أنت إلا (شاحنة نكد متنقل)، و ما تفعله عكس السنة.
- التصنيفات: تربية النفس -
دائماً عبوس ...يخاف أن يضحك ..أو تبدو أسنانه!، لماذا؟ لأنه يظن في نفسه أنه قدوةٌ وداعيةٌ ويظن في نفسه الالتزام!.
نصيحةٌ لمثل هؤلاء: أنت فقط متكبر ... ولست ملتزم ..و لا تصلح داعيةً فالناس تفِرُ من الإنسان العبوس ولا تألفه لا ترغب في مجالسته.
ما أنت إلا (شاحنة نكد متنقل)، و ما تفعله عكس السنة.
قال صلى الله عليه وسلم:« » (رواه الترمذي) . وعن أبى ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم) .
ولا شك أن من مكارم الأخلاق إدخال السرور على المسلم ، ومن ثم فقد كان مزاحه صلى الله عليه وسلم تأليفاً ومداعبة، وتفاعلاً مع أهله وأصحابه، وإدخالاً للسرور عليهم، وكان مشتملاً على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة صلى الله عليه وسلم، قال عبيد الله بن المغيرة : سمعت عبد الله بن الحارث قال :« » (رواه الترمذي) .
والضحك والمزاح أمرٌ مشروعٌ كما دلت علي ذلك النصوص القولية ، والمواقف الفعلية للرسول صلي الله عليه وسلم، وما ذلك إلا لحاجة الفطرة الإنسانية إلي شيءٍ من الترويح، يخفف عنها أعباء الحياة وقسوتها، وهمومها وأعبائها، ولا حرج فيه ما دام منضبطاً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يترتب عليه ضررٌ، بل هو مطلوبٌ ومرغوب، لأن النفس بطبعها يعتريها السآمة والملل، فلا بد من فترات راحة، وليس أدل على مشروعية الضحك والمزاح والحاجة إليه، مما كان عليه سيد الخلق وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم فقد كان يداعب أهله، ويمازح أصحابه، ويضحك لضحكهم .
وقد سُئِل ابن عمر رضي الله عنهما هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟، قال: نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل، وقال بلال بن سعد: أدركتهم يضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان الليل لا، كانوا رهباناً.
* استفدت من مبحث مزاح النبي صلى الله عليه و سلم (بالشبكة الإسلامية)