أهل مصر والقس المسيء للقرآن
تصريحات الأنبا المصري بيشوي التي أثارت ردود أفعال غاضبة لتشكيكها في القرآن وصدقيته والادعاء عن الآية 72 من سورة المائدة الكريمة التي يقول الله تعالى فيها: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح عيسى ابن مريم}.
تصريحات الأنبا المصري بيشوي التي أثارت ردود أفعال غاضبة في مصر
لتشكيكها في القرآن وصدقيته والادعاء بأن الآية الكريمة 72 من سورة
[المائدة] التي يقول الله -عز وجل- فيها:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ
قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ..}
قد أضيفت إلى القرآن بعد وفاة
النبي -صلى الله عليه وسلم- في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
بزعمه، والتي كانت أول إساءة علنية بهذا الحجم ومن ثاني أعلى منصب
كنسي في مصر، والتي تلك تصريحات أخرى له مستفزة لجموع المصريين
المسلمين، تعتبرهم "ضيوفًا على المسيحيين الأقباط في مصر" كشفت عن حجم
النفوذ الكنسي الذي سمح بمثل هذه التطاولات، ووشت بقدر من المستور من
الأحقاد التي تكنها أبرز الشخصيات الكنسية الأرثوذكسية تأثيرًا في
الشارع النصراني المصري، وتبرهن على أن المخاوف التي تنتاب جموع
المفكرين المسلمين المخلصين من أبناء هذا البلد من تبني هذه القيادات
الكنسية النافذة لمخططات تجد قبولًا لدى الملايين الأربعة من نصارى
مصر، لاسيما بعدما كشف اعتذار رأس الكنيسة الأرثوذكسية الخجول جدًا
-والذي أظهر استطلاع حديث للجزيرة أن 75% من المصوتين لا يعتبرونه
اعتذارًا أصلًا- عن رضا الكرسي البابوي عن فحوى هذه الإساءات وتحفظه
فقط على توقيتها والسياق الذي قيلت فيه، متعجبًا من "الذكاء الشديد
للأنبا بيشوي" الذي خانه في تلك التصريحات، والذي اختزل في اعتذاره
الشكلي المشكلة في التوقيت والمكان!
صحيح أن أكثر من معني بالملف الكنسي في مصر، ومنهم كتاب صحيفة
"المصريون" الإلكترونية -التي أداروا حملة ناجحة لتحرير المسلمات
الأسرى من أقبية الكنيسة القبطية في مصر- قد اعتبروا أن الزوبعة التي
أثارها بيشوي إنما كانت بمثابة قنبلة دخان للتغطية على فضيحة خطف
المواطنة المصرية كاميليا شحاتة زاخر، الزوجة السابقة لقس أرثوذكسي،
والتي اعتقلت لدى إشهارها إسلامها وسلمت للكنيسة القبطية، إلا أن
القنبلة لم تكن دخانية في الحقيقة، إذ سرعان ما فجرت الموقف المحتقن
أصلًا أكثر، وجيشت قطاعات عريضة من مسلمي مصر ضد الكنيسة وممارساتها
الفاشية التي شبهها كتاب ومتظاهرون التأموا في أكثر من جامع مركزي في
القاهرة والإسكندرية، حتى إنها حملت علماء وشيوخًا مصريين لم يكونوا
أبدًا إلا تحت عنوان "الاعتدال والتسامح" على رفع صوت الرفض لتلك
الهرطقات وهذه الممارسات، وقد توجت تلك الاحتشادات بأقوى بيان -وصف
بالتاريخي- صدر عن مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر اعتبر في أبرز
عباراته أن حقوق المواطنة لنصارى مصر إنما هي رهينة بمدى احترامهم
لهويتها الإسلامية، وهو أهم إشارة لـ"عهد الذمة" الإسلامي الذي يقتضي
الاعتراف والإذعان لتلك الهوية والعمل تحت مظلتها الفسيحة التي تمنح
النصارى حريتهم الاعتقادية ضمن أطر محددة.
إن إساءة الأنبا للدين الإسلامي قد حفزت كثيرين على البوح بما يعتمل
في نفوسهم، ومنهم شيوخ رسميون وفي أعلى مستويات المؤسسة الدينية
المصرية، من الاحتجاج على هذا التطرف المقابل الذي بلغ حد توزيع
منشورات قبطية تدعو إلى "الاستشهاد" دفاعًا عن الكنائس ليس من
الاعتداء عليها، بل فقط من "التفتيش القانوني المشروع" في ظل معلومات
يجري تداولها في الشارع المصري وألمح إليها القانوني المصري الشهير
المستشار سليم العوا في برنامج إخباري على فضائية الجزيرة قبل أسبوعين
بعد أن ضبطت السلطات الأمنية بالفعل سفينة كانت تحمل أسلحة لحساب نجل
مطران مصري.
ومع كل ما لف الفترة الماضية من احتجاجات وبيانات أزهرية رسمية
وكتابات وبرامج تليفيزيونية؛ فإن كاميليا وأخواتها لم يزلن مختطفات،
ولا تقابل مطالب الإفراج عنهن إلا استخفافًا من رأس الكنيسة
الأرثوذكسية وقياداتها، في استفزاز مستمر لم تبدُ له في الأفق نهاية..
18/10/1431 هـ
- التصنيف: