منابع الأجور لمنافسة أهل الدثور
حسين أحمد عبد القادر
إن اغتنام الأجور من أعظم أهداف المسلم، فاغتنام الأجور هو امتثال لأوامر الله تعالى وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في فعل العبادات الشرعية والتقرب بالنوافل
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
اغتنام الأجور هدف عظيم
إن اغتنام الأجور من أعظم أهداف المسلم، فاغتنام الأجور هو امتثال لأوامر الله تعالى وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في فعل العبادات الشرعية والتقرب بالنوافل، واغتنام الأجور سبيل كريم للارتقاء في درجات الجنة وتجنب النار وجحيمها والعذاب وهوانه، واغتنام الأجور طمع في مغفرة الله سبحانه وكرمه؛ قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:40]، فالمسلم يحرص أشد الحرص على كل سبيل يؤدي به إلى اغتنام الأجور واكتسابها، ولقد ورد في السنة النبوية نبع عظيم الشأن في بيان التحصل على الأجور؛ فعن أبي ذرٍّ الغِفاري رضي الله تعالى عنه: أنَّ ناسًا مِن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا رسولَ اللهِ، ذهَب أهلُ الدُّثورِ بالأجرِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ويتصدَّقونَ بفُضولِ أموالِهم! قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أوَليس قد جعَل اللهُ لكم ما تتصدَّقونَ به؛ كلُّ تسبيحةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدَقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدَقةٌ، وأمرٌ بمعروفٍ صدَقةٌ، ونَهْيٌ عن مُنكَرٍ صدَقةٌ» (ابن حبان).
الفوائد الشرعية من الحديث النبوي
إن الحديث الشريف غني بالفوائد الشرعية؛ ففيه فوائد جديرة بالتعقب والتتبع لكي تصبح نهجا حياتيا ويتم بيانها فيما يلي:
المسابقة في الحصول على الأجر؛ قال الله سبحانه: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:22-26]، وفي قول الله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "ذلك الشراب {خِتَامُهُ مِسْكٌ} يحتمل أن المراد مختوم عن أن يداخله شيء ينقص لذته، أو يفسد طعمه، وذلك الختام، الذي ختم به، مسك، ويحتمل أن المراد أنه [الذي] يكون في آخر الإناء، الذي يشربون منه الرحيق حثالة، وهي المسك الأذفر، فهذا الكدر منه، الذي جرت العادة في الدنيا أنه يراق، يكون في الجنة بهذه المثابة، {وَفِي ذَلِكَ} النعيم المقيم، الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلا الله سبحانه، {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} أي: يتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه، فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس، وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال".[1]
بيان لفضل الصدقة وأثرها الكبير في الحصول على الأجر؛ قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261]، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيِّبٍ -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً في كف الرحمن، حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدُكم فَلُوَّه أو فَصِيله» (الترمذي وصححه الألباني)، وفي سياق الحرص على فضل الصدقة قال الزمخشري رحمه الله تعالى: "كان الرجل يضع الصدقة ويمثل قائما بين يدي الفقير يسأله قبولها حتى يكون هو في صورة السائل: وكان بعضهم يبسط كفه ليأخذ الفقير الصدقة ويده هي العليا!" (ربيع الأبرار ونصوص الأخيار: 2/ 288).
في الحديث النبوي بيان لفضل ذكر الله تعالى وما به من أثر كبير في الحصول على الأجر؛ فكل ذكر لله تعالى صدقة، وفي هذا توجيه هام لمن يرتجي الثواب ويبتغيه، ليكون في زمرة المتنافسين وصحبة الصالحين المتصدقين، وفيما يلي إبحار في معرفة هذه الفضائل وما يتعلق بها ليكون ذلك نبعا من منابع الأجور لمسابقة أهل الدثور.
الإكثار من ذكر الله تعالى
ذكر الله تعالى للمسلم يجب أن يكون منهجًا مستمرًا، لا يعتريه في تحقيق ذلك كلل ولا نصب، فالحياة قصيرة جدا، والمراقبة المستمرة لهذه الآلية تجعل من المسلم حريصا على ذلك، ففي كل وقت يمكن للمسلم أن يستثمره في ذكر الله تعالى، وذكر الله سبحانه عبادة عظيمة تستوجب تدبرنا لأمر الله تعالى بالإكثار منها في القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران:41]، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41] وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]، وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191]، وفي هذه الآية الكريمة يقول الإمام السعدي رحمه الله تعالى: "ثم وصف الله تعالى أولي الألباب بأنهم {يَذْكُرُونَ اللَّهَ} في جميع أحوالهم: {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} وهذا يشمل جميع أنواع الذكر بالقول والقلب، ويدخل في ذلك الصلاة قائما، فإن لم يستطع فقاعدا، فإن لم يستطع فعلى جنب، وأنهم {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: ليستدلوا بها على المقصود منها، ودل هذا على أن التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين، فإذا تفكروا بها، عرفوا أن الله لم يخلقها عبثا، فيقولون: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ} عن كل ما لا يليق بجلالك، بل خلقتها بالحق وللحق، مشتملة على الحق. {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} بأن تعصمنا من السيئات، وتوفقنا للأعمال الصالحات، لننال بذلك النجاة من النار. ويتضمن ذلك سؤال الجنة، لأنهم إذا وقاهم الله تعالى عذاب النار حصلت لهم الجنة، ولكن لما قام الخوف بقلوبهم، دعوا الله سبحانه بأهم الأمور عندهم". [2]
• وفضائل ذكر الله تعالى في السنة النبوية شاهدة على هذه العبادة العظيمة، ومبينة لهذه الصلة القوية بين عباد الله الكريم ومولاهم سبحانه وتعالى، فعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخير لكم من إنفاقِ الذَّهب والورِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم؛ فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذِكرُ الله»، قال معاذُ بن جبلٍ: "ما شيءٌ أنجى من عذابِ الله من ذكرِ اللهِ"؛ (صححه الألباني) وذكر الله تعالى من العبادات الميسرة لمن يسرها الله تعالى عليه، فعلينا أن نقدر هذه العبادة حق تقديرها وبذل كل السبل لجني ثمارها وفي بيان يسر هذه العبادة الجليلة وعظيم أثرها قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في مقاله (فوائد الذكر): "أنه أيسر العبادات وأقلها مشقة، ومع ذلك فهو يعدل عتق الرقاب، ويرتب عليه من الجزاء مالا يرتب على غيره".
الكيفية التي نكون بها من الذاكرين لله تعالى
بين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الكيفية التي يكون بها المسلم من الذاكرين لله سبحانه فقال: "عليه أن يجتهد في العمل الصالح الذي شرعه الله تعالى، وليكون لسانه رطباً من ذكر الله تعالى حتى يكتب من الذاكرين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون»، قالوا يا رسول الله: ما المفردون؟ قال: «الذاكرون الله كثيراً والذاكرات»، ويقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب:42-41]، ويقول الله جل وعلا: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:35]، إذا حافظ على طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وترْك ما حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كان من الذاكرين والذاكرات، إذا حافظ على طاعة الله تعالى وأداء حقه وأشغل وقته ولسانه بذكر الله تعالى فهو من الذاكرين والذاكرات، والحمد لله تعالى إذا أكثر من ذلك، عن إخلاص لله سبحانه لا عن رياء ولا سمعة، عن إخلاص لله تعالى، ورضا بما عنده، يكن من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات" (موقع الشيخ ابن باز).
كتب شرعية عن الأدعية والأذكار
• بين الشيخ محمد صالح المنجد أسماء لبعض الكتب الصحيحة والموثقة في الأدعية والأذكار فقال: "بالنسبة لتسمية كتب موثوقة وصحيحة في موضوع الأدعية والأذكار فإن هذا الموضوع قد صنفت فيه عدة كتب قديما وحديثاً مفردة وغير مفردة ومن ذلك : كتاب (عمل اليوم والليلة للنسائي) تحقيق فاروق حمادة، وكتاب (الأذكار) للإمام النووي تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، وكتاب (الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة) دار ابن عفان - الخبر – السعوية، وكتاب (صحيح الكلم الطيب للألباني) المكتب الإسلامي - بيروت – لبنان، وكتاب (حصن المسلم) للقحطاني - مؤسسة الجريسي - الرياض – السعودية، والله تعالى الموفق".
• وورد أيضا في فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب بيان لجملة من الكتب التي اعتنت بالأذكار ومنها: (الأذكار؛ للنووي)، (الوابل الصيب؛ لابن قيم الجوزية)، (تحفة الذاكرين؛ للشوكاني)، (تحفة الأخيار؛ للشيخ ابن باز)، (فقه الأدعية والأذكار؛ للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد)، (المأثورات من الأذكار والدعوات؛ للشيخ عبد الله القصير)، (صحيح الأذكار والدعاء المستجاب؛ للشيخ مصطفى العدوي).
• وإضافة إلى هذه الكتب القيمة فيوصى باقتناء كتاب الشيخ محمد صالح المنجد بعنوان: (معاني الأذكار) وهو متوفر على موقع الشيخ محمد صالح المنجد وأيضا كتاب الشيخ عبد العزيز الطريفي بعنوان: (أذكار الصباح والمساء رواية ودراية) وهو متوفر على موقع الشيخ عبد العزيز الطريفي والكتابان غنيان بالفوائد الشرعية.
معرفة الأذكار الشرعية وبيان فضائلها
من الأمور الهامة لكل مسلم معرفة الأذكار الشرعية الصحيحة، وملازمتها حتى لا يفوته أجرها؛ ومنها أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والأذكار الشرعية في الوضوء والصلاة، والذكر عند الطعام، والذكر عند دخول الخلاء والخروج منه، ومن فضائل ذكر الله تعالى أنها عبادة تقترن بجميع العبادات؛ ولذا يجب الحرص على معرفة هذا الفضل والسعي إليه سعيا حثيثا، فكل وقت ليس فيه ذكر لله تعالى هو خسارة للمسلم، فمن ثابر على ذكر الله تعالى ثقل ميزانه وزادت درجاته وثبت في الجنة مكانه، وفيما يلي تذكير لبعض فضائل هذه الأذكار:
• الاستغفار سبب في المغفرة والمطر والرزق والحصول على الذرية ودخول الجنة: قال الله تعالى حكاية عن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12].
• قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله تعالى عنه أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا [أي يراها قليلة] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» (البخاري).
• قراءة المعوذتين حصن أمان للمسلم: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْجُحْفَةِ، وَالْأَبْوَاءِ، إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ ، وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ بِ {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وَ{أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وَيَقُولُ: «يَا عُقْبَةُ ، تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا» (رواه أبو داوود وصححه الألباني).
• "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" قربة عظيمة وأجور كبيرة ورفعة للدرجات: عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ» (رواه النسائي، وصححه الألباني).
• "لا حول ولا قوة إلا بالله" كنز من كنوز الجنة: فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: "كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أ «يها الناس، أَرْبِعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، ولكن تدعون سميعًا بصيرًا» ثم أتى عليَّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: «يا عبدَ الله بنَ قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنزٌ من كنوز الجنة»، أو قال: «ألا أدلُّك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله» (البخاري).
• "سبحان الله وبحمده" تحط الخطايا: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (البخاري).
• "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" مورد عظيم للحسنات ومحو للسيئات: عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى اصطفى من الكلام أربعًا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمَن قال: سبحان الله، كتبت له عشرون حسنة، وحُطَّت عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر، مثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله، مثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين، من قبل نفسه، كُتبت له ثلاثون حسنة، وحُطَّ عنه ثلاثون خطيئة» (صححه الألباني في صحيح الجامع).
• "لا إله إلا الله" سبب في ثقل الميزان و"سبحان الله وبحمده" سبب للرزق: عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وآمركما بـ (لا إله إلا الله)؛ فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة، ووضعت (لا إله إلا الله) في الكفة الأخرى، كانت أرجح منهما، ولو أن السموات والأرض وما فيهما كانت حلقة، فوضعت (لا إله إلا الله) عليهما لقصمتهما، وآمركما بـ (سبحان الله وبحمده)؛ فإنها صلاةُ كلِّ شيء، وبها يُرزَق كلُّ شيء» (صححه الألباني).
• "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مورد عظيم للأجور: فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحَمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيَت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومَه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه» (البخاري ومسلم).
• "سبحان الله وبحمده" سبب في غرس النخل في الجنة: عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة» (الترمذي، وصححه الألباني).
• "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" سبب لغرس الأشجار في الجنة: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أ «لا أدلُّك على غراسٍ هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ يُغرَس لك بكل كلمة منها شجرةً في الجنة» (صححه الألباني في صحيح الجامع).
• "سبحان الله وبحمده، عدد خلقِه، ورضا نفسه، وزِنَةَ عرشِه، ومداد كلماته" تعدل أجورا كبيرة: عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله تعالى عنها: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلَّى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلتِ على الحال التي فارقتُك عليها؟، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتْهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» (مسلم).
• "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" ذكر سهل وأجر كبير من الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» (البخاري).
• ذكر أفضل من ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ: عن أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله تعالى عنه: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَقَالَ: «مَاذَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟»، قَالَ: أَذْكُرُ رَبِّي، قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَكْثَرَ أَوْ أَفْضَلَ مِنْ ذِكْرِكَ اللَّيْلَ مَعَ النَّهَارِ وَالنَّهَارَ مَعَ اللَّيْلِ؟ أَنْ تَقُولَ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا خَلَقَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ مَا فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا أَحْصَى كِتَابُهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ مِلْءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَتَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ» (رواه ابن حبان وحسّنه الألباني).
• قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة سبب في دخول الجنة: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»(النسائي).
• "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" سبب عظيم للمغفرة: عن زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قال: أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان قد فرَّ من الزحفِ» (رواه أبو داوود وصححه الألباني).
• قراءة سورة الملك كل ليلة سبب في النجاة من عذاب القبر: عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه قال: "من قرأ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كلَّ ليلةٍ ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ . وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها المانعةَ ، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في ليلةِ فقد أكثر وأطاب" (حسنه الألباني).
فوائد شرعية عن فضل ذكر الله تعالى
• قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "من فوائد الذكر أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً".
• قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "في الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية: غاية المطالب الصحية، ونهاية المقاصد العلميّة، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعدٍ" (مجموع الفتاوى: [22 /511]).
• قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، مثاله: قراءة القرآن من أفضل الذكر، والقرآن أفضل الذكر، فلو كان رجل يقرأ وسمع المؤذن يؤذن، فهل الأفضل أن يستمر في قراءته أو أن يجيب المؤذن؟ هنا نقول: إن الأفضل أن يجيب المؤذن، وإن كان القرآن أفضل من الذكر، لكن الذكر في مكانه أفضل من قراءة القرآن الكريم؛ لأن قراءة القرآن غير مقيدة بوقت متى شئت فاقرأ، لكن إجابة المؤذن مربوطة بسماع المؤذن" (لقاءات الباب المفتوح).
• قال الشيخ محمد صالح المنجد: "إن من أعظم ما تحيا به الروح وتسعد: ذكر خالقها العليّ الأعلى، فهو معراجها الذي فيه تترقى، وزينتها التي بها تتحلى، وعدتها التي بها تتقوى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب:42-41]، وقال الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة:10] (معاني الأذكار: ص 9).
• قال الشيخ أبو إسحاق الحويني: " إن عداوة الشيطان لبني الإنسان أمر لا ريب فيه ولا خفاء، فعداوته ظاهرة لا تحتاج إلى برهان؛ فمن العجب أن يعلم الإنسان عدوه ومع ذلك ينقاد له! وإن الشيطان ليبذل كل طاقته وجهده لإضلال الإنسان عن منهج خالقه سبحانه وتعالى .. ولكن هيهات هيهات فقد حذرنا سبحانه وتعالى من اتباعه وجعل لنا سلاحاً يصده ويحفظنا من وساوسه، وهو ذكره سبحانه وتعالى والتزام أمره، فمن داوم على ذكره سبحانه ولزم أمره حفظ عليه قلبه ودينه" (تفريغ لدرس صوتي بعنوان: "الذكر يطرد الشيطان" على موقع الشبكة الإسلامية).
• قال الشيخ محمود المصري: "عندما علم ابن القيم رحمه الله تعالى أجر قول "سبحان الله العظيم وبحمده" قال: كم فاتنا من النخلات!".
• قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر: "ليس للقلوب قرار ولا طمأنينة ولا هناءة ولا لذة، ولا سعادة إلا بذكر الله تعالى، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]. (من مقال: فضل ذكر الله تعالى على موقع الألوكة).
• قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: "أما يستحي أحدكم إذا لقي الله تعالى ثم نظر في صحيفته فإذا عامة ما فيها ليس من ذكر الله سبحانه؟!".
• قال الشيخ عائض القرني: "سبّح تُرزق، سبّح تسعد، سبّح تُنصر، سبّح تفلح، سبّح تنجح، سُبْحَانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ".
• قال الشيخ عبد العزيز الطريفي: الذكر غذاء الروح كالطعام للبدن، لهذا كان من لا يذكر الله تعالى كالميّت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر الله ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»".
• قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمة بمثل ذكر الله تعالى".
• قال الرَّبيعُ بن خُثَيم رحمه الله تعالى:"أَقْلِل الكَلَامَ إلّا مِنْ تِسْعٍ: تَكْبيرٍ، وتهلِيلٍ، وتَسْبيحٍ، وتَحْمِيدٍ، وسُؤَالِكَ الخَيرَ، وتَعَوّذِكَ مِنَ الـشَّرّ، وأمْرِكَ بالمعروفِ، ونَهْيِكَ عَنِ المُنْكَرِ وقِرَاءَتِكَ القُرْآنَ الكريم".
• قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد: "ثمرات الذكر تحصل بكثرته، وباستحضار ما يقال فيه، وبالمداومة على أذكار طرفي النهار، والأذكار المقيدة والمطلقة، وبالحذر من الابتداع، ومخالفة المشروع".
• قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: "مَا تَنَعَّمَ المُتَنَعِّمُونَ بِمِثْلِ ذِكْرِ الله تَعَالى".
• ق ال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: "ليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهداً، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه فقال له: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" [رواه أحمد وصححه الألباني] ".
• قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "إنَّ العبدَ ليأتي يومَ القيامةِ بسيئاتٍ أَمْثَالَ الجبالِ فَيَجِدُ لِسَانَهُ قد هَدَمَهَا مِن كَثْرَةِ ذِكْرِ الله تعالى".
• قال الشيخ عبد العزيز الطريفي: "ذكر الله تعالى أيسر الأعمال جهداً، كثرته علامة على حياة القلب، وقلته علامة على مرضه أو موته، قال الله سبحانه عن المنافقين {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}".
• قال الشيخ عائض القرني: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" رطّب لسانك بذكره، عمّر أوقاتك بذكره، عطّر مجالسك بذكره سبحانه وتعالى".
• قال الشيخ محمد صالح المنجد: "فلنغتنم الفرصة تسبيحة في نفس يتمناها أهل القبور".
• قال الشيخ عبد العزيز الطريفي: "ذكر الله تعالى ما يفعله الإنسان من قول أوفعل، وما يقع في ذهنه، وفي قلبه من تذكر لله سبحانه، وتحميد وتمجيد وثناء له سبحانه" (أذكار الصباح والمساء رواية ودراية: ص 7).
• قال الشيخ أبو إسحاق الحويني: "أنت الآن خيرٌ من أهل القبور، فأهل القبور ماتوا، فمنهم من أُخِذ فجأة، ومنهم العاصي الذي ما استطاع أن يتدارك نفسه، ومنهم المسوِّف، الذي يقول: أتوب اليوم أو أتوب غداً، فأنت الآن حي، تستطيع أن ترجع وتذكر ربك في كل سكنةٍ ونفس وحركة، فتدارك ما فاتك" (تفريغ لدرس صوتي بعنوان: "الذكر يطرد الشيطان" على موقع الشبكة الإسلامية).
• قال الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد: "دوام الذكر في الطريق، والبيت والحضر والسفر، والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة".
ختامًا: الذكر عبادة عظيمة تستوجب معرفتها والعلم بها، والحرص عليها والتحفيز اليومي لأنفسنا للاستزادة من أجور العبادة، وحث الأهل والأصحاب والجيران على اغتنام هذه الفضائل، واقتناص كل فرصة لتبليغ المسلمين، فالتبليغ من أعظم أبواب الذكر لله تعالى ومن أسمى أبواب الأجور، فعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدالَّ على الخير كفاعلِه» (رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في صحيح الترمذي).
نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، وأن يوفقنا لطاعته، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى وأهلنا وجميع المسلمين، والحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
--------------------------------
[1] تفسير السعدي: موقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
[2] تفسير السعدي: موقع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود
حسين أحمد عبد القادر