الحسم

منذ 2016-09-26

الحسم في قراراتكم المصيرية واجبٌ، مهما كان الثمن.

كلماتٌ شائعةٌ:
"ده نصيبك .. ما تتبطريش على النعمة .. دي قسمة ربنا ليك .. بكرة يتحسن ويبقى زي الفل .. كل الشباب كده وبعدين بيعقلوا"!
لا أحب أبداً هذا النوع من النصح (الرخيص)، فكم أقام بيوتاً على زفراتٍ مكتومةٍ في الصدور، ودموعٍ مدفونةٍ في الوسائد، وحبوب مضادات الاكتئاب مرصوصة في الأدراج.
الرضا والواقعية في المواصفات، التعايش مع العيوب قبل المميزات، شيءٌ وإجبار الروح على دخول زنزانة سجن عِشرة من لا يكملها أو يحقق طمأنينتها وقرارها  شيءٌ آخر.
إننا حين نرضى بالعيوب  نتكئ على مميزات أخرى تسعد بها قلوبنا فعلاً، ونرضى بأن الدنيا لا تكمل على أية حال، أما الخنوع لمجرد ضغوطات لن ينفعكم أصحابها وأنتم تذبلون يومياً، أو تموتون بالبطيء في ذاك السجن الكئيب  فلن تجنوا بعده إلا اجترار نفس النصح (الرخيص) مصحوباً (بمصمصة) الشفاة و(طبطبة) كالشوك على أكتفاكم؛ كترياقٍ لشبه حياة، تقيم بقايا جسد، تئن في أعماقه أشباح مشاعر!
الحسم في قراراتكم المصيرية واجبٌ، مهما كان الثمن.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

محمد عطية

كاتب مصري

  • 3
  • 0
  • 3,491

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً