من يخاطب مشعل ومورو.. ومع من يريدا أن يتشاركا؟؟
عبد المنعم منيب
التبسيط والتسطيح الذي سار عليه خطاب مشعل ومورو يدعواني لأن أرد عليه بوضوحٍ شديدٍ وهو أن الغرب يحكم العالم والذي يتحكم في الغرب نظامياً حالياً هو الولايات المتحدة الأمريكية والقيم التي تحكم الغرب وأمريكا وتحكم سياستهم نحونا نحن العرب والمسلمون هي القيم الصليبية الصهيونية في مجال السياسة والأخلاق والدين أما فى مجال الاقتصاد فتحكمه قيم الرأسمالية التي أسسها وأدارها ومازال يديرها اليهود الصهاينة، هذا فى التحليل التفصيلي للنظام الدولي الظاهري والأولي، أما التحليل التفصيلي الباطني والنهائي فهناك خمس عائلات صهيونية تسيطر على أغلب ثروات العالم عبر امتلاكها لشركات كبرى تملك العالم وهذه العائلات بسيطرتها على إقتصاد العالم فهي تسيطرعلى سياسة العالم وإعلامه وجيوشه.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
شاهدت منذ قليل فيديو لكلمة عبد الفتاح مورو القيادي والشيخ البارز بحركة النهضة التونسية ذات الجذور الإخوانية، ووجدت إشادات جماهيرية إسلامية كثيرة بها، ورأيته يدعو للشراكة مع ما أسماه بالنخب الإعلامية والثقافية الموجودة، في إشارة إلى النخب العلمانية الموجودة كما أخذ يشرح أن شرعية الحكم ليست بالصندوق والانتخابات فقط، بل بالسيطرة على مفاصل الحكم والتي لا تأتي إلا بشراكة هذه النخب ورضاها معتبراً أن رضا هذه النخب الثقافية والإعلامية هو رضا للشعب، زاعماً أنها هي التي تمثل الشعب، كما زعم عيوباً في الإسلاميين، فصدق فى بعضها لكنه بالغ فيها وأخطأ في بعضها، وكان مما أخطأ فيه ما عبر عنه بعدم تبني الإسلاميين ما أسماه بالقيم الإنسانية العالمية التي جاءت بها كل الأديان.
وتأتى رؤيتي لهذا الفيديو على الفيس بوك اليوم، بعد أيام قليلة من قراءتي لتصريحات خالد مشعل في مؤتمر بالدوحة، والتي انتقد بها ذاته وحركته (وربما الحركات الإسلامية عامة) في عدم الشراكة مع الآخر في الحكم بما فى ذلك حكم غزة.
وهذا الخطاب التصالحي مع العلمانية ومع الغرب (الإمبريالي في رؤية اليسار العربي والعالمي والإمبريالي الصليبي الصهيوني في الرؤية الكلاسيكية للإسلاميين) ليس غريباً على تيار الإخوان المسلمين ولكنه غريب أن يصروا على نفس مسلكهم بعد أن كاد د.محمد مرسي رئيس مصر الأسبق (القيادي الإخواني) أن يقبل أقدام النخب العلمانية والثقافية والإعلامية بمصر كي تتعاون معه للخروج بالبلد من أزمتها لكنهم أبوا إلا مناوئته بالحق وبالباطل وتحالفوا مع قائد الجيش ليطيح به حتى أطاح به وسجنه بدعم ورضا عالمي وإقليمي، فهذا الغرب وهذه النخب التى يغازلها مشعل وعبد الفتاح مورو هي التى شردت وسجنت مرسي وبديع والشاطر والإخوان بمصر بعدما توسلوا لها بكل وسائل التزلف كي يشاركوهم الحكم، ومع هذا لم يفهم مشعل ومورو اللعبة الدولية والإقليمية حتى الآن أو يفهمونها ويريدون أن يلعبوا نفس دور مرسى وبديع في مصر من يناير 2011 وحتى 3 يوليو 2013.
التبسيط والتسطيح الذي سار عليه خطاب مشعل ومورو يدعواني لأن أرد عليه بوضوحٍ شديدٍ وهو أن الغرب يحكم العالم والذي يتحكم في الغرب نظامياً حالياً هو الولايات المتحدة الأمريكية والقيم التي تحكم الغرب وأمريكا وتحكم سياستهم نحونا نحن العرب والمسلمون هي القيم الصليبية الصهيونية في مجال السياسة والأخلاق والدين أما فى مجال الاقتصاد فتحكمه قيم الرأسمالية التي أسسها وأدارها ومازال يديرها اليهود الصهاينة، هذا فى التحليل التفصيلي للنظام الدولي الظاهري والأولي، أما التحليل التفصيلي الباطني والنهائي فهناك خمس عائلات صهيونية تسيطر على أغلب ثروات العالم عبر امتلاكها لشركات كبرى تملك العالم وهذه العائلات بسيطرتها على إقتصاد العالم فهي تسيطرعلى سياسة العالم وإعلامه وجيوشه.
فمن يخاطب مشعل ومورو ومع من يريدا أن يتشاركا؟؟
وهناك أمرٌ آخر هو: إذا كنت تريد المشاركة مع هؤلاء فهل تعلم ما الذي يريدونه منك مقابل أن يقبلوا الشراكة معك؟
فإن كنت لا تعلم فاقرأ كتاب الفرصة السانحة لنيكسون فيما كتبه عن العالم الإسلامي والمسلمين، وإقرأ تقارير راند عن الإسلام الذي يجب أن تشجعه أمريكا، ثم أعلن لنا هل توافق على هذا أم ماذا؟
وملاحظةٌ أخيرةٌ أود توضيحها بكل صراحةٍ وهي أن نخب اليمين واليسار في العالم العربى أغلبيتها الغالبة ليست وطنيةً وإنما هي رهينة لأجهزة محلية وإقليمية ودولية تحركها فى إطار أهداف النظم الاقليمية والدولية، ولا يستثنى من هذا إلا قلة قليلةٌ وهذه القلة لا حول لها ولا قوة فهي مستضعفة بأوطانها ولا شعبية لها ولاإمكانات ذاتية لها إلا ما لا يغني ولا يسمن من جوع.