مع القرآن - المنافق يرتضي لنفسه موضع الدون
المنافق يرتضي لنفسه موضع الدون و يخلد إلى الدنيا التي لو تفكر لتذكر أنها بيد الله الذي يتكاسل عن أمره. ويبغض تطبيق شرعه مهما جاءته من آية ومهما تكرر على مسامعه الأمر بالتحرك لتطبيق الشرع وخدمة الدين.
المنافق يرتضي لنفسه موضع الدون و يخلد إلى الدنيا التي لو تفكر لتذكر أنها بيد الله الذي يتكاسل عن أمره.
ويبغض تطبيق شرعه مهما جاءته من آية ومهما تكرر على مسامعه الأمر بالتحرك لتطبيق الشرع وخدمة الدين.
{وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ * رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 86 - 87] .
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى في بيان استمرار المنافقين على التثاقل عن الطاعات، وأنها لا تؤثر فيهم السور والآيات: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} يؤمرون فيها بالإيمان باللّه والجهاد في سبيل اللّه.
{اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ} يعني: أولي الغنى والأموال، الذين لا عذر لهم، وقد أمدهم اللّه بأموال وبنين، أفلا يشكرون اللّه ويحمدونه، ويقومون بما أوجبه عليهم، وسهل عليهم أمره، ولكن أبوا إلا التكاسل والاستئذان في القعود، {وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}، {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} أي: كيف رضوا لأنفسهم أن يكونوا مع النساء المتخلفات عن الجهاد، هل معهم فقه أو عقل دلهم على ذلك؟ أم طبع الله على قلوبهم فلا تعي الخير، ولا يكون فيها إرادة لفعل ما فيه الخير والفلاح؟ فهم لا يفقهون مصالحهم، فلو فقهوا حقيقة الفقه، لم يرضوا لأنفسهم بهذه الحال التي تحطهم عن منازل الرجال.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: