إلى ابنتي و كل فتاة

منذ 2016-10-10

أنت درةٌ مصونةٌ وجوهرةٌ مكنونةٌ، كلما كان الحفظ والستر أقوى، كلما غلى السعر وارتفع، أما البضائع المكشوفة فما أرخصها وما أسوء نوعية المشترين.

أنت درةٌ مصونةٌ وجوهرةٌ مكنونةٌ، كلما كان الحفظ والستر أقوى، كلما غلى السعر وارتفع، أما البضائع المكشوفة فما أرخصها وما أسوء نوعية المشترين.
إياكي والاختلاط، ضعي حولك دائماً سياجاً وإياك أن تتساهلي أو تكوني سهلة المنال أوالتواصل، وعليك بغض البصر:
                     كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر ***ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ
                     كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها*** فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ
                         والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُها***في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ
                           يَسرُّ مُقلَتَهُ ما ضرَّ مُهجَـتَهُ ***لا مرحباً بسرورِ عادَ بالضـررِ
إياكي ورفيقات السوء فالصاحب ساحبٌ وعليكي بالصالحات ولو كن أفقر الناس، لا تغتري بغنى صاحبة أو جمال أخرى وتخيري صاحبة الخلق والدين، فهي إما أن  تسد خللك وتهديك عيبك وإما أن تتعلمي منها ما فاتك من فضائل أما صاحبة السوء فلن يمسك منها إلا النار أو على الأقل تقدير دخانٌ خانق.
- تسلحي بالصلاة و الذكر و تزودي بزاد التقوى فإنه خير زاد.
- تسربلي بحجابك السابغ وإياكي والتبرج فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه (أحمد: 8665) و(مسلم: 2128).
قال النووي في المراد من ذلك: " أَمَّا (الْكَاسِيَات العاريات): فمَعْنَاهُ تَكْشِف شَيْئًا مِنْ بَدَنهَا إِظْهَارًا لِجَمَالِهَا، فَهُنَّ كَاسِيَات عَارِيَات، وقيل: يَلْبَسْنَ ثِيَابًا رِقَاقًا تَصِف مَا تَحْتهَا، كَاسِيَات عَارِيَات فِي الْمَعْنَى، وَأَمَّا (مَائِلات مُمِيلات): فَقِيلَ: زَائِغَات عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى، وَمَا يَلْزَمهُنَّ مِنْ حِفْظ الْفُرُوج وَغَيْرهَا، وَمُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ، وَقِيلَ: مَائِلَات مُتَبَخْتِرَات فِي مِشْيَتهنَّ، مُمِيلات أَكْتَافهنَّ، وَقِيلَ: مَائِلات إِلَى الرِّجَال مُمِيلات لَهُمْ بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنَّ وَغَيْرهَا. وَأَمَّا (رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت) فَمَعْنَاهُ: يُعَظِّمْنَ رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس، حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الإِبِل الْبُخْت، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي تَفْسِيره، قَالَ الْمَازِرِيّ: وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ يَطْمَحْنَ إِلَى الرِّجَال وَلا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ، وَلا يُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ .... " شرح النووي على صحيح مسلم 17/191 .

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 4
  • 0
  • 6,086

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً