البحث عن أمل!

منذ 2016-10-15

إذا لم تكن الرؤية بضوابط الحق، فالأمل يختلط بالسراب ويتزاحما فيسبق أحدهما الآخر كلما قوي.

أتفهم ما يعانيه شباب الأمة الإسلامية من احتقان وضغط وظلم يجعلهم يبحثون عن أي أمل بأي طريقة؛ المهم أن يشبع الحاجة النفسية للأمل.

ولكنني عند تجريد الأمر بميزان الحق يُصدمون وأتفهم صدمتهم ورد فعلهم في التمسك بالأمل والتعصب له، ولكن لا أتفهم السفالة والخروج عن الأدب؛ فبعضهم يجد في العكوف على صنم الجماعة سواء كانت إخوان أو جماعة سلفية أو تنظيم الدولة أو جماعة إسلامية أو جهادية أو أي اسم فيه (إسلام)- يجد فيه أملًا يجب الحرص عليه بالتعصب له مهما كان؛ فالعالم يحاربنا وأمواج الفتن والكفر تلاطمنا ولا بد من التعلق ولو بخشبة أو قشة.

فقطاع من الشباب الآن يجد تنظيم الدولة أملًا؛ فهو تمكن من أرض ويحمل سلاحًا ويعلنها جهادًا بعد غياب قرن من الزمان في الوقت الذي لا دولة ولا جهاد للمسلمين من أهل السنة فيه؛ بل النظم الحاكمة للمسلمين تحارب المسلمين وتقتلهم وتعاون اليهود والصليبيين، ويغض الطرف ويبرر كل خطأ من غلو ودماء معصومة مقابل الأمل.

وفريق يرى في التعصب بجماعة سلفية تحافظ لهم على المظهر الإسلامي وتؤمن عبادتهم من صلاة وحج في ظل الحرب على الهوية الإسلامية فيتعصب لها ويغض الطرف عن مهادنتها وموالاتها للطواغيت ويتعصب للدفاع عنها مقابل الأمل.

وفريق يرى جماعة الإخوان وتنظيمها المتفرع في كل مكان وتفاعلهم السياسي في ظل حالة إقصاء للمسلمين من السياسة أملًا يجب التعصب له، ويغض الطرف عن التساهل والأخطاء الكارثية والضوابط الشرعية مقابل الأمل.

أتفهّمُ تعصبهم فهم يدفعون ثمن الأمل؛ ولكن إذا لم تكن الرؤية بضوابط الحق، فالأمل يختلط بالسراب ويتزاحما فيسبق أحدهما الآخر كلما قوي. ونحن نحتاج أن يسبق أملُنا بالنصر السرابَ وذلك بتقوية الحق فوق الجميع.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,048

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً