معنى كلمتي (الاستعمار) و(رأس الرجاء الصالح)
عبد المنعم منيب
الاستعمار هو مصطلح وضعه الاحتلال الغربي الذي احتل العالم الإسلامي منذ بدايات العصر الحديث
- التصنيفات: التاريخ الإسلامي -
هل تعلمون ما معنى كلمة الاستعمار؟
الاستعمار هو مصطلح وضعه الاحتلال الغربي الذي احتل العالم الإسلامي منذ بدايات العصر الحديث، فالغرب سوّق لأنه ذهب لأرضٍ خراب أو فارغة واستعمرها أو لشعوبٍ همجيةٍ متخلفةٍ فحضّرها وثقّفها، بينما الحقيقة أنه نهب ثرواتها المادية والبشرية وصنع فئات اجتماعية مغسولة العقل فتتبنى كل عقائد وأفكار الغرب في الدين والاجتماع والاقتصاد والسياسة والتربية... إلخ.
وعملاء الاحتلال الغربي من العرب هم من وضعوا المصطلح العربي بينما سار على نهجهم السذج من الكتاب العرب الذين يستخدمون المصطلحات تقليدًا للشائع دون النظر في دلالتها.
وهذا موجود في اصطلاحات عديدة وخطيرة، فمثلا: مصطلح (رأس الرجاء الصالح)، هل تعلمون ما هو الرجاء الصالح؟ وهو صالح عند من؟ الرجاء الصالح هو حصار العالم الإسلامي وتدميره اقتصاديًا ثم سياسيًا (وهو ما نجح فعلًا للأسف) إذ عندما فشلت أقوى قوة عسكرية صليبية في ذلك الوقت في العالم وهما مملكة البرتغال ومملكة أسبانيا في تحطيم قوة المسلمين العظمى في ذلك الوقت (دولة المماليك) عبر الهجوم على مصر والشام، كما فشلا في ضربها اقتصاديًا فصار رجاؤهم هو تطويق وحصار العالم الإسلامي بحريًا، وضربه اقتصاديًا عبر الوصول لموارد الشرق والهند الضخمة (والتي كانت ممالك إسلامية أيضًا) بطريق غير طريق مصر والشام الذي يسيطر عليه المماليك ويحتكرون أرباحه الضخمة، وهذا التطويق أخذ مسارين:
- مسار سارت فيه البرتغال وهو: محاولة الوصول عبر الالتفاف حول أفريقيا والاتجاه شرقًا وهو طريق كان يعرفه المسلمون ويسلكونه منذ مئات السنين وكان يستلزم المرور من منطقة رأس العواصف أمام جنوب أفريقيا الحالية وهى منطقة كانت تتحطم بها السفن لشدة العواصف بها فلا تمر منها سفينة غير سفن المسلمين لخبرتهم في كيفية تخطي وتوقي خطر هذه العواصف وحتى القائد البرتغالى فاسكو دا جاما لم يمر منه وتنجح مهمته في الوصول للشرق الأقصى والهند إلا بعدما استعان بالقائد البحرى المسلم أحمد بن ماجد وعلّمه كيف يمر منها وبعدما مر (دا جاما) منها قابل سفينة حجاج هنود فحرقها عن آخرها.
فالرجاء الصالح هو تطويق وحصار وضرب المسلمين وهو صالح عند الكنيسة الكاثولوكية التي كانت ترعى جهود البرتغال وأسبانيا لتطويق واحتلال العالم الإسلامي.
ولذلك فأنا لا أستخدم مصطلح (الاستعمار) في كتاباتى وأستخدم مصطلح الاحتلال، كما لا أستخدم مصطلح (رأس الرجاء الصالح) هذا أبدًا وأعتبره مخالفة شرعية.
- أما المسار الثاني فسارت فيه أسبانيا وهو بالتوجه غربًا للدوران حول الكرة الأرضية للوصول إلى الشرق حيث الهند وذلك إرتكازًا على الخرائط والجغرافيا التي كان ألفها ووضعها علماء المسلمين في ذلك الوقت ولكنهم قابلوا القارة الأمريكية الجنوبية فظنوا في البداية أنها الهند ونزلوا بها واحتلوها ظنًّا أنها الهند وظلوا على ظنهم هذا لفترة حتى إن قائد حملة الاكتشاف نفسه مات قبل أن يعرف أن هذه أرض وقارّة أخرى غير أرض الهند.