إنهم يتاجرون بكم
حاتم أبو زيد
مجندون لائقون للحراسة في كمائن الموت، وغير لائقين لتقلد وظائف بعينها في البلاد فهم أبناء من حتى يلتحقوا بتلك الوظائف؟ يكفي عليهم خدمة السادة فهم أبناء العبيد، عليهم أن يعيشوا في صمتٍ ويموتوا في صمت، فهم سلعة السادة يتاجرون بهم في الموت والحياة.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
الذين قتلوا في سيناء مجندين يقضون فترة خدمة إجبارية، وبعد انتهاء تلك الفترة سيتفرقون ما بين سائق توك توك (مختفي)، إلى سائق تاكسي (محروق)، إلى من لا يجد عمل، فإذا ما اشتكوا ولم يعجبهم الحال، يقولون: لهم كفوا شكواكم، هيا إرحلوا عن هذه البلد، ليلقيهم البحر ثانيةً على شواطئ رشيد غرقى لا صريخ لهم.
مجندون يمكن أن ينتشروا في ست ساعات ليبحثوا عن سائق التوك توك، ويقمعوا سائق التاكسي، ويضربوا العمال المشاغبين، والعاطلين مع الطلاب.
مجندون ينتشروا في الكمائن ليموتوا، ليغضب أصحاب الرتب ويقولوا قدمنا شهداء.
مجندون يموتوا في حوادث السير بالعشرات كل يوم، فالطرق ليست لهم.
مجندون لائقون للحراسة في كمائن الموت، وغير لائقين لتقلد وظائف بعينها في البلاد فهم أبناء من حتى يلتحقوا بتلك الوظائف؟ يكفي عليهم خدمة السادة فهم أبناء العبيد، عليهم أن يعيشوا في صمتٍ ويموتوا في صمت، فهم سلعة السادة يتاجرون بهم في الموت والحياة.