"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم"
مدحت القصراوي
في يوم الجمعة وأنت تقرأ سورة الكهف تذكر...
- التصنيفات: تربية النفس - تزكية النفس -
في يوم الجمعة وأنت تقرأ سورة الكهف تذكر...
عندما تقرأ عن هؤلاء النفر الكرام {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف جزء من الآية: 28]، فتذكر أن الطاعة والمداومة عليها غدوًا وعشيًا مع إخلاص الوجه لله تعالى ترفع العباد الى مستوىً وحال أن يأمر الله تعالى نبيه أن يقصر عينه عليهم وألا يتعداهم، وأن يصبر نفسه في مجالسهم فلا يقوم قبل أن يقوموا.
وأن هؤلاء العباد وصلوا إلى مستوى وحال أن يغضب الله تعالى لغضبهم! فإنه لما عاتبهم أبو بكر في كلمة قالوها، ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكى له ما قالوه وما قاله لهم؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، لعلك أغضبتهم؟ لئن أغضبتهم لقد أغضبت ربك» (صحيح مسلم: 2504)
وذلك أنهم قوم قصروا أنفسهم على ربهم تعالى عملًا وقصدًا، وصار غضبهم ورضاهم تبعًا لرضا ربهم وسخطه فيرضون ما يرضى ويسخطون ما سخط، ففازوا بأن الله تعالى يرضى لرضاهم ويسخط لسخطهم..
نعم إن قومًا، وهم بشرٌ، ساروا على الأرض وعاشوا ببشريتهم مثلنا، وصلوا إلى تلك الحال؛ فأنظر إلى حالك أخاه وكيف تدب في هذه الحياة..