طوبى
طوبى لِمَن نَذَرِ للرّحمن صَمتا..
طوبى لِمَن نَذَرِ للرّحمن صَمتا..
يَتَنَزَّهُ به عن الشكوى من مقاديرِ الخالقِ لِمَن خَلَق..
ويَتَرَفَّعُ به عن السُّفولِ من أحاديثِ القَومِ و قيلَ و قال..
ويَدَّخِرُ فيضَ الكَلِمِ و الشُّعورِ تحتَ شِغافِ قَلبِه و خَلفَ أسوارِ شَفَتيهِ و أحداقِه..
حتى إذا جَنَّ الليلُ وخلا كُلُّ حَبيبٍ بِحبيبه، أزاحَ السُّتورَ وأناخَ الرِّكاب..
وأقبلَ يَنهَلَ من مَعينِ الأُنسِ مُقَرِّباً قرابين الدَّمعِ والضَّراعة ..
ذليلًا بين يَدَي الواحِدِ الذي تُعِزُّ الذِلّةُ بين يديه، ويُغني الافتقارُ إليه..
و يُحيلُ البُكاءُ على أعتابه قِفارَ الروحِ رياضا ضاحِكة..
تَرنو بِبِشرٍ لِيَومٍ الّلقاء، وشَربَةٍ من كئوسِ النُّجومِ فيها الارتواء..
ويومِ مَزيدٍ تَفنى ببهائهِ ذكرى أيّام الصَّبرِ وظُلُماتِ ليل العناء..
وتغدو الروح وتجيء في سرمدية النعيم..
بعد عودتها لرحاب طال اشتياقها إليها وإن قصر العمر..
منه أتت، و إليه تحت الظلال الرحمة، تسأله الإياب!
- التصنيف: