صدام المشروعات على أرض النُبُوات والنُبُوءات

منذ 2016-10-23

أين مشروعنا الإسلامي السُني على أرض النبوات والنبوءات، من يحمله ومن يدافع عنه منذ عشرات السنوات؟!

غالبُ الأقدار التي أخبَر بها الوحي فصنَعت – بقدر الله وقدرته – تاريخ الماضي وتاريخ المستقبل؛ دارت وتدور وستدور فوق بقاعٍ كانت دائمًا محورَ أحداث الزمان والمكان، إنها البقاعُ التي ظلت لأكثر الأمم بها صلاتٌ دينية ووشائج روحية، وأرصدة ثرية في ذاكرة التاريخ، وهي تلك الأرض الممتدة بين نهري الجنة - النيل والفرات - وبين شمال الشام وحتى جنوب اليمن، فكلُ ما بين تلك الحدود ومحيطها المحدود؛ كان مهبطًا للرسالات والنبوات، ومحطَّ تصديقٍ وتطبيقٍ لما جاء به النبيون والمرسلون من إخبارات ونبوءات، سواءً كانت تلك الأخبار والنبوءات مما حدث قديمًا، أو مما لا يزال يحدث حاضرًا، أو مما سوف يحدث مستقبلاً، من أمور وخطوب بدأت بوادرها في عصرنا، لتمتد- والعلم عند الله- عبر الزمان والمكان حتى تشمل كل مكان إلى آخر الزمان.
إنها البقاعُ الواقعة في قلب العالم، والتي لم ينزل كتابٌ ولم يُرسَل نبيٌّ مما صحَّ به خبر الوحي إلا كان فيها وعليها، منذ آدم أبي البشر، وحتى محمد – صلى الله عليه وسلم - خير البشر.
وهي الأرض التي ادَّعى أهلُ الكتاب من اليهود والنصارى شرقًا وغربًا، أن جزءًا كبيرًا منها مِلْك خاصٌّ بهم، أعطاه الربُّ لهم، ووعَد به أنبياءَهم؛ كما نسبوا ذلك إليه في أول سِفْر من التوراة ، ولذلك أطلقوا عليها (أرض الموعد)، أو (أرض الميعاد). فظلوا متعلقين بها، محاربين لأجلها، ومحاولين العودة إليها كلما أُخرِجُوا منها؛ زاعمين أنها مِلْكُهم الخاصُّ والخالص حتى نهاية الزمان، الذي سيشهد نزول (المُخلِّص) الخاصِّ بهم، الذي اختلف اليهود والنصارى في تعيين شخصه، ولكن لم يختلفوا في مكان نزوله، ومجال دعوته، وعلامات زمانه،
و(أرض النبوات والنبوءات) هي نفسها الأرض التي يعدها أصحاب (المشروع الشيعي الفارسي) في إيران وما يتبعها؛ مسرح أحداث منتظرهم الذي ينتظرون، من يوم دخل سردابه منذ قرون، والذي تجُمع قيادتهم السياسية قبل مرجعياتهم الدينية على أن العالم قد دخل بالفعل في (عصر الظهور) الذي سيشهد مخرجه، ويطلقون على تلك الأرض التي يعدونها معقل أنصاره وساحة معاركه: (إقليم جنوب غرب آسيا)، أو (منطقة الصدع المذهبي) الذي سينفلق منه فجر التشيع ليعمَّ العالَم، وسيشهد تنفيذ مشروع سيادتهم عليه، بقيادة مهديهم المنتظر! "
تأمل في صدام المشروعات القائم اليوم ، وتساءل معي: أين مشروعنا الإسلامي السُني على أرض النبوات والنبوءات، من يحمله ومن يدافع عنه منذ عشرات السنوات؟!
 

Editorial notes: من مقدمة كتابي الأخير..(حتى لايستباح الحرم)..
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 5
  • 0
  • 2,539

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً