القيادة المُغَيبة وأبو إسماعيل
ممدوح إسماعيل
حازمٌ بشر يخطىء ويصيب وله اجتهاداته ولكنه قدم الأمثل في الوقت المناسب، غفر الله له وفرج كربه وكل الأسرى وانتقم الله من الظلمة.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
شاهدت صورة أخي حازم اليوم في المحكمة، فدعوت الله له ولكل الأسرى ودفعتني الصورة أن استرجعت بذاكرتي شريط أحداث: كل كلمةٍ سأكتبها فيها دليلٌ بالإسم والواقعة وما حدث وما قاله.
منذ ثورة 25 يناير تم بالعمد تغييب أي رمزٍ للقيادة، تم ذلك من ميدان التحرير واستمر، فعملت جماعة الإخوان أن تكون هي رمز نفسها تقود لمصلحتها وتجمع حولها مجموعات من الإسلاميين تطلعوا أن ينالوا من حب الجماعة القائد، محبةً وقطعةً في المشهد بسبب ضعفٍ نفسيٍ داخلهم وتفككٍ تنظيمي، رغم وجود كوادر جيدة ورائعة، وأضعفت الجماعة بروز البلتاجي وهو من الجماعة كرمزٍ وفرضت عليه الدخول في جلباب رمزية الجماعة وهو ما سبب تباينًا في بعض مواقفه، والعجيب أن الجماعة لا يوجد فيها رموزٌ مطلقًا واكتفت برمزية الجماعة.
وانفرد التيار الليبرالي واليساري والناصري بمحاولة ترميز كثيرٍ من أفراده حتى كثُر أفراده المرمزين بدون وجود قاعدةٍ واقعيةٍ، وهو مما أعطى جماعة الإخوان غرورًا في قوة قاعدتها، والاكتفاء برمز الجماعة.
على جانب آخر فلت حازم أبو إسماعيل من قبضة الإخوان تمامًا وغرد بعيدًا وتجمع حوله جمعٌ كبيرٌ من الإسلاميين فاق تصورات أي مراقب، مما أحدث رعبًا عند المجلس العسكري الذي كان يراقب ويخطط ويعمل في خبثٍ ولكنه خشي من ترميز قائدٍ حوله جموع ثائرة، فقد نظم العسكر المشهد للحفاظ على قوتهم، وعمِل على تفتيت التيار الغير إسلامي اليبرالي والشيوعي وغيره بصنع زعاماتٍ كثيرةٍ تضعف بعضها.
ونفخ العسكر في الإخوان بقوة الجماعة والسلفيين بمختلف أشكالهم الفكرية بالعمل المؤسسي الحزبي وجماله!، وعمل على نشر الوقيعة بين الجميع بتسريب معلوماتٍ للكل ضد الكل فيها صحيحٌ مغموس في باطل، فتوجس الجميع خيفةً من بعض، وانفرد العسكر بقيادة حزب النور فوسوسوا لهم وزينوا لهم فأكلوا من تفاحة الخيانة فأخرجوهم من حالة التيار الإسلامي إلى حالةٍ خاصة، واستطاع العسكر اللعب بالشيوخ والجماعات الإسلامية فحيدوهم بجانبهم عندما ضرب العسكر حازمون ضربةً موجعةً في العباسية، وظهر انكشاف غفلة وغباء وعبط كثيرٍ من الإسلاميين، جماعاتٍ وشيوخ عندما ضرب العسكر ضربتهم الثانية لحازم في جنسية والدته التي كانت بتواطؤ من بعض الإسلاميين وبخبث مخابراتي محلي ودولي.
ضعُفت رمزية حازم لكنه لم ينتهي كرمزٍ بل بقي شخصيةً قويةً متماسكةً رغم ماحدث، وكان لافتًا أنه لم تمتد إليه يد الجماعات الإسلامية والشيوخ لتعيد جبر ما انكسر وتقويه لصالح المشروع الإسلامي الكبير رغم أن حازم لم يخاصم او يعادي أيًأ منهم شيخًا ولاجماعة بذكاء يُحسد عليه ولكنهم على اعتمادٍ نفسيٍ واهم عند الكثير منهم أن رئاسة الإخوان للدولة أهم، وهم سينالون من ذلك خيرًا لانفسهم كمكانةٍ وأيضًا للمشروع الإسلامي على وهم نفسيٍ وتخيلاتٍ ليس له أساس من واقع.
وكان أكثر تخوف الإخوان ومن حالفهم من الشيوخ والإخوان هو مشروع القوة عند حازم وانصاره وكانوا يرون أن القوة مفسدة وهو من تمرير العسكر في العقول ومن فساد بعض الأفكار، ودارت الأيام وضرب العسكر الإخوان وحلفاءهم ضربةً قاصمة ومرت 3 سنواتٍ والكل يبحث عن القوة والقيادة، بل ندم كثيرٌ من الإخوان وشيوخ وجماعات على ماحدث مع حازم، وان لم يعلنوا مافعلوا صراحةً ضد حازم.
حازمٌ بشر يخطىء ويصيب وله اجتهاداته ولكنه قدم الأمثل في الوقت المناسب، غفر الله له وفرج كربه وكل الأسرى وانتقم الله من الظلمة.
ولكن هل يمكن أن نستفيد من الدرس ويتم إختيار ليس شخصًا، ولكن قيادةً موحدةً للثورة؟
من المحزن، حتى هذا أشك فيه، فالإخوان الحرس القديم عزت وإخوانه حتى الآن تعمل بأجندتها الخاصة وتمنع أي قيادة غيرها، والإخوان الجدد مكتب الأزمة مضغوطون بما يجعلهم متردين واللاعبون الآخرون في المشهد المعارض كلٌ له أجندته.
ولاحول ولاقوة الابالله