السبق والمبادرة
أبو الهيثم محمد درويش
السبق والمبادرة باتخاذ المواقف الإيمانية المشرفة تكسب صاحبها الأفضلية في الدنيا والآخرة وترفع من مكانته في الدين والدنيا معًا
السبق والمبادرة باتخاذ المواقف الإيمانية المشرفة تكسب صاحبها الأفضلية في الدنيا والآخرة وترفع من مكانته في الدين والدنيا معًا.
على المسلم ألا يتأخر عن اتباع الهدى ونصرة الحق فور العلم به، وليبادر باتخاذ موقف يرفعه الله به فوق رؤوس الأشهاد.
كن دائمًا سباقًا بالخير مطواعًا لأمر الله. وإياك والتأخير؛ فالقطار سريع ولا وقت لبطيء أو متكاسل إلا أن يتداركه الله برحمته.
تأمل:
{وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].
قال السعدي في تفسيره: "السابقون هم الذين سبقوا هذة الأمة وبدروها إلى الإيمان والهجرة، والجهاد، وإقامة دين اللّه.
{مِنَ الْمُهَاجِرِينَ}: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر:8].
{و} من {الأنْصَارِ}: {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9].
{وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}: بالاعتقادات والأقوال والأعمال، فهؤلاء، هم الذين سلموا من الذم، وحصل لهم نهاية المدح، وأفضل الكرامات من اللّه.
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة، {وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ} الجارية التي تساق إلى سَقْيِ الجنان، والحدائق الزاهية الزاهرة، والرياض الناضرة.
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} لا يبغون عنها حولًا ولا يطلبون منها بدلًا لأنهم مهما تمنوه، أدركوه، ومهما أرادوه، وجدوه.
{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الذي حصل لهم فيه، كل محبوب للنفوس، ولذة للأرواح، ونعيم للقلوب، وشهوة للأبدان، واندفع عنهم كل محذور".