علمتني الآية - أحيانا نشبه قابيل..!
كم فينا من مسلمٍ قد عجز أن يواري سوءات أخرى عند أخيه.. فَفَضحه.. ونشَر صغائرَه.. وكبائرَه... وخصوصياته المخجلة.. وزَلاته العفوية...
{قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة:31]
علمتني الآية:
أننا أحيانا نشبه قابيل.. أولَ قاتلٍ لأخيه في العالم..!
أجَل..
فكم فينا من مسلمٍ قد عجز أن يواري سوءات أخرى عند أخيه.. فَفَضحه..
ونشَر صغائرَه.. وكبائرَه... وخصوصياته المخجلة.. وزَلاته العفوية...
بدلًا من أن ينصحَه، ويسترَه، ويداري عوراته، ويواري سوءتَه عن العيون، ويكرمها بالدفن لا النبش!..
كم من سوءات للناس لا نواريها؛ وهي في الأصل سوءاتٌ لنا نُبديها..!
ولا ندري...
وكم من إخوةٍ لنا قتلناهم معنويًا بإبداء السوءات..! ولا عجب..! فمن الحقد ما قَتل..!
أما يملأُ أعيننَا ويحمِّسُنا بما به الكفاية، أنَّ من ستر مؤمنًا في الدنيا ستره الله يوم القيامة؟.. "يوم إبداء السوءاتِ والفضائح".. أَستغْنينا؟!... أم طهرت سرائرنا؟!...
وياليتَ قابيلُ قد ندم على عَجزه عن "فعل الخير" لفواتِ الخير في حدّ ذاته! وإنما ندِمَ أنه قد كان أقل دهاءً من الغرابِ وحسب، وهو الإنسانُ، والغرابُ حيوانُ..! نَدِمَ على فواتِ شرفِ السَّبقِ لا غير!..
فهلَّا ندمنا نحنُ ندمًا راشدًا نَصُوحًا، وأصلحنا بعد إفساد، وسَتَرْنا بعد إفشاء، ووارينا بعد إبداء، فلا نكون من الخاسرين..؟
تُرى تعلَّمتَ كيف تواري سوءةَ أخيك....؟
- التصنيف:
- المصدر: