كُن من جنده
أبو الهيثم محمد درويش
لو أخلصنا لله التوحيد وتوكلنا عليه حق توكله وأخذنا بأسباب نصرة الدين وكفاية الدنيا لنصرنا وكفانا
- التصنيفات: تربية النفس -
لو أخلصنا لله التوحيد وتوكلنا عليه حق توكله وأخذنا بأسباب نصرة الدين وكفاية الدنيا لنصرنا وكفانا ولو كادت لنا السماوات والأرض بمن فيها من مخلوقات، من استعصم بالله عصمه ومن كان من جند الملك حفظه
فقط وحده وتوكل عليه وكن من جنده، {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
قال ابن القيم: أي كافِيه، ومن كان الله كافيه وواقيه، فلا مطمع فيه لعدوِّه، ولا يضره إلا بأذًى لا بد منه - كالحر والبرد، والجوع والعطش - وأما أن يضرَّه بما يبلغ به مراده، فلا يكون أبدًا، وهذا أعظم جزاءً أن جعل الله تعالى نفسه جزاء المتوكل عليه وكفايته، فلو توكَّل العبد على الله حقَّ توكُّله، وكادته السموات والأرض ومن فيهنَّ، لجعَل الله له مخرجًا، وكفاه رزقه ونصره، ولحديث: «إذا خرج الرجل من باب بيته، كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم الله، قالا: هُديت، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وُقِيت، فإذا قال: توكَّلت على الله، قالا: كُفِيت، قال: فيَلقاه قريناه، فيقولان: ماذا تريدان من رجل قد هُدي ووُقي وكُفِي» ؛ (ضعيف رواه الترمذي: 3426، وابن ماجه: 3886، وروى أبو داود: 5095 نحوه، وكذلك أحمد) .