نفاق فيديو الرزق والتسعير
ممدوح إسماعيل
إن كلام الثلاثة الذين تخلفوا عن الحق هو ترديد لمدرسة انتشرت تستخدم الدين للتبرير للظالمين وحث الشعوب على الرضا والصبر.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
يتدوال الناس فيديو لثلاثة من الإخوة الملتحيين يتكلمون عن الرزق والتسعير. وأقول للثلاثة الذين خرجوا للناس الله أعلم بنياتكم ولكن حديثكم هو كلام التدليس والنفاق واستخدام الحق للدفاع عن الباطل، وحديثكم عن الرزق هو تجارة بالدين. فالرزق مقدر نعم؛ ولكن الناس والواقع يتحدث عن انتشار الكفر والظلم ومحاربة دين الله والتجرؤ على حرماته وتضييع حقوق الناس الذي عم وطم وسبب الضنك؛ يقول الحق: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:124]، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96].
وأنتم هربتم من سبب الضنك وعقاب الله {فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} للحديث عن الرزق المقدر كي تبرروا للحاكم المحارب لدين الله أن يفعل ما يشاء! وتحثون الناس على التصبر رضا بالقدر!
يا مدلسون! يا جهلة! يا منافقون! لماذا لا تقولون لهم أنه عقاب من الله! طبعًا خائفون من عقاب الحاكم ولا تخافون من عقاب أحكم الحاكمين.
ثم كانت المصيبة الرهيبة للمتحدث المتجرئ على الفتوى وتدليسه على الناس باستخدام حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حادثة معينة كي يُرضي الناس بالظلم!
يقول ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي بعد ذكره حديث أنس رضي الله عنه: (قَالَ: غَلَا السِّعْرُ فِي المَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ غَلَا السِّعْرُ، فَسَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ هُوَ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مال» (صحيح أبي داوود:3451).
قال ابن العربى المالكى: "التسعير على الناس إذا خيف على أهل السوق أن يفسدوا أموال المسلمين... وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حق، وما فعله حكم؛ لكن على قوم صح ثباتهم واستسلموا إلى ربهم. وأما قوم قصدوا أكل أموال الناس والتضييق عليهم فباب الله أوسع وحكمه أمضى".
وهنا بيت القصيد: لا تسعير لقوم صح ثباتهم على دينهم واستسلموا لربهم؛ وليس لقوم ضيعوا شريعة ربهم وغنوا (تسلم الأيادي) لمن قتل المسلمين وقوم لا يجدون قوت يومهم فى ظل حكم السيسي وعصابته من العسكر والحرامية الذين سرقوا المليارات وتركوا الناس يسفون التراب.
يعنى استدلال الأخ باطل وفاسد وتلبيس على الناس وإجرام فى حق الدين والفتوى خاصة عندما يزيد فى تجرئه وغيه ويقول الملتحى أنه تم تعويم العملة أيام النبي!
فتوى يتقرب بها للبنك المركزي! أين تعلمت وقرأت هذا يا غليم فى طابور نفاق الحكام؟
ويؤكد كلام ابن العربي الإمام ابن تيمية في كتابه (الحسبة) يقول: "فمثل أن يمتنع أرباب السلع من بيعها مع ضرورة الناس إليها إلا بزيادة على القيمة المعروفة فهنا يجب عليهم بيعها بقيمة المثل ولا معنى للتسعير إلا إلزامهم بقيمة المثل فيجب أن يلتزموا بما ألزمهم الله به".
وقد وافق كثير من علماء الأحناف والمالكية والحنابلة على التسعير. (راجع كتاب بدائع الصنائع والمغنى ونيل الأوطار).
إن كلام الثلاثة الذين تخلفوا عن الحق هو ترديد لمدرسة انتشرت تستخدم الدين للتبرير للظالمين وحث الشعوب على الرضا والصبر. وهي مدرسة تأكل البوري والمانجو فى مصر، والمنسف والمندي فى الخليج حتى لا تأكل فول مسوس في السجون وأرجل فراخ بالكيلو من الضنك، فتبييع دينها. وهي أسوأ مدرسة وهي مدرسة باض فيها الشيطان فاحذروها.