وَقُلِ اعْمَلُوا
أبو الهيثم محمد درويش
أيها المؤمن: اعمل صالحًا تجده مثمرًا يوم القيامة وتأكد أنك ستجازى عليه خير الجزاء.
أيها المنافق: مهما أخفيت ما في باطنك ومهما تظاهرت بالخير فتأكد أن أعمالك الظاهرة والباطنة ستوزن يوم القيامة ولا يظلم ربك أحدًا.
أيها الكافر: اعمل ما شئت وعادي ربك كما تريد فالموعد جهنم وسترى أمامك كل ما قدمت.
بيان واضح لا يعتريه أي غموض في أن الأعمال سواء كانت أعمال خير أو أعمال شر هي الفيصل يوم القيامة بين المؤمن والكافر والمنافق.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: {وَقُلْ} لهؤلاء المنافقين: {اعْمَلُوا} ما ترون من الأعمال، واستمروا على باطلكم، فلا تحسبوا أن ذلك، سيخفى.
{فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} أي: لا بد أن يتبين عملكم ويتضح، {وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} من خير وشر، ففي هذا التهديد والوعيد الشديد على من استمر على باطله وطغيانه وغيه وعصيانه.
ويحتمل أن المعنى: أنكم مهما عملتم من خير أو شر، فإن اللّه مطلع عليكم، وسيطلع رسوله وعباده المؤمنين على أعمالكم ولو كانت باطنة.