القنوات الإسلامية لا بواكي لها
ملفات متنوعة
لقد تم كما تعلمون إيقاف بث عدد من القنوات الإسلامية هكذا فجأة وبدون
مقدمات ولأن هذا الحدث مس عشرات الملايين من البيوت العربية فإنه حدث
كبير جداً من حيث أثره وانتشاره، وأعتقد أن من الخطأ الفادح أن يمر
هكذا دون دراسة ..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها ألأحبه لقد تم كما تعلمون إيقاف بث عدد من القنوات الإسلامية هكذا فجأة وبدون مقدمات ولأن هذا الحدث مس عشرات الملايين من البيوت العربية فإنه حدث كبير جداً من حيث أثره وانتشاره، وأعتقد أن من الخطأ الفادح أن يمر هكذا دون دراسة وتمعن خاصة من المعنيين به أقصد المشتغلين بالعمل الفضائي الإسلامي وإني كمتابع لهذه القنوات أحب في هذه الأسطر أن أوضح وجهة نظري الشخصية حول هذا الحدث فأقول مستعيناً بالله تعالى طالباً منه التوفيق والسداد.
أولاً: لقد سعد الناس في قرى نجد وجبال عسير وأطراف تهامة وشمال النقود الكبرى وفي بادية الشام وريفها وصعيد مصر ونجوعه وأريافه وفي ثنايا الصحراء الكبرى في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا في واحاتها وقراها وفي السودان والصومال وفي العراق والأهواز في كل هذه البلدان، سعد الناس بقنوات كانت تنقل لهم دروس العلماء ومحاضرات الدعاة وبرامج السيرة والمواعظ والحكم والدعوة إلى العفاف والستر والجد في الحياة وتعلموا منها كثيرا مما يهمهم من أمور دينهم في عباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم وآدابهم وعرفوا منها سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وسير أصحابه الكرام ووقائع وأحداث تاريخنا الإسلامي العظيم. سعد الناس بهذه القنوات وطمأنوا إليها وتحلقوا حولها ينهلون من معين ما فيها من الخير والهدى والرشد وفي ليلة حالكة ما راع هذه الجماهير من الناس إلا وهذه القنوات قد أوقف بثها وأصبحت الشاشات سوداء مظلمة هكذا فجاه والمشاهدون بالملايين يتابعون ما الذي وقع لا أحد يدري قم أيها المشاهد بتفقد أسلاك اللاقط عدل توجيهه غير الرسيفر أو غير جهاز التلفزيون كل ذلك لا يجدي انقطع البث وكفى هل تم إشعار ملايين المشاهدين لم يتم شيء من هذا بل قد يكون مشاهدي هذه القنوات بالذات لا يستحقون حتى مجرد التنبيه في نظر البعض ضيوف القنوات التي أوقفت علماء مشايخ دعاة مربون أطباء شعراء أدباء مبدعون مخترعون كل له برنامج مباشر أو غير مباشر ذهب إلى استديوهات هذه القنوات ليسجل برنامجه ثم عاد أدراجه بلا تسجيل ما هو السبب قطع بث القناة من طرف الشركة الفضائية الناقلة عدة أرقام لقنوات فضائيه على رسيفر البث أصبحت سوداء مظلمة لماذا هل كانت هذه القنوات تبث الفساد هل كانت تدعو إلى الانحراف والجريمة هل كانت تتاجر بجسد المرأة هل كانت تدعو إلى التهتك والخناس مثل كثير من القنوات الأخرى التي يحميها القانون الأعمى أو هل كانت هذه القنوات تدعوا إلى الفوضى أو العصيان ومعاداة الحكومات الجواب على كل هذه الأسئلة لا ...... لا ...... لا ...... بل هي تدعو إلى الهدى والخير والعفاف والرشد واحترام ولاة الأمور وطاعة الحكام إذن لماذا وقع ما وقع لا أحد يدري. مديرو تلك القنوات وقياداتها والعاملون فيها في حرج مع ضيوفهم ومع جماهيرهم ومع زملائهم. هكذا بكل بساطه يلغى وجود قنوات من فضاء الإعلام العربي كانت تدعوا إلى الهدى والرشد وتنهى عن الضلال والغي, بجرة قلم متعجرفة لا تراعي للعقود المبرمة حقا ولا ترى الوفاء بها واجبا ولا ترى للناس كرامة ولا تحسب لمشاعر الملايين أي حساب إحراج كبير لتلك القنوات ومالكيها والعاملين فيها وإزعاج كبير وإيذاء ممض لجماهيرها فقد أصبحت عند كثير من الناس بين تهمتين شنيعتين إما أنها فعلا كانت تستحق هذا التعدي الصارخ الذي ليس فيه أدنى مراعاة لحقوق قانونيه أو إنسانيه أو أخلاقيه بسبب جرم عظيم اقترفته ستفشيه الأيام القادمة. أو أنها هي ومؤسساتها ومالكيها في أدنى درجات الضعف والهوان والخنوع والمذلة التي سهلت هذا التصرف الفج معها للثقة في عدم القدرة على استرداد الحقوق المشروعة بقوه القانون والتحاكم والمغالبة على إحقاق الحق والإصرار على إيضاح الحقائق وتجليتها. والاستسلام للضعف والهوان والخنوع للظلمة والمذلة لهم تهمة شنيعة حقاً. أما خسائر هذه القنوات المالية فهي بعشرات الألوف يومياً إن لم تكن بمئات الألوف والخسائر المعنوية أكبر وأعظم ولا يمكن حسابها ظلمات بعضها فوق بعض وظلم وميل وجور ولا أحد يهتم لذلك.
أيها الأحبة هذا الذي وقع ممن؟ من الذي يملك هذه القدرة الباهرة في التحكم في صياغة ثقافة الأمة فيبث ما يشاء ويحجب ما يشاء متى شاء دون خوف من عقاب أو محاسبة؟ إن هذه الجهة لصاحبة قرار سيادي على الأمة كلها ما هو نظام هذه الجهة؟ من الذي وضعه؟ هل أقرته مجالس الشورى والبرلمانات في الدول التي توجد فيها هذه الشركات؟ فالإعلام شأن عام يؤثر في كل الناس من الرقيب على تطبيقه؟ هل عند هذه الجهة المتحكمة علماء شريعة معروفون موثوقون للناس عندهم القدرة على تحديد الأخطاء العلمية الشرعية المزعومة والإعلان عنها والرد عليها ومن ثم إنزال العقاب على المخطئ؟ وهل وقع في أي مكان أن العقاب على خطأ علمي يطال المؤسسة الإعلامية كلها ليقطع بثها بهذه الطريقة الفجة التي ليس فيها احترام لقانون التعاقد؟ أليس الخطأ العلمي إن كان وقع علاجه الوحيد التصحيح العلمي وإبراز المعلومة الصحيحة والمجادلة لإثبات الحق والمناظرة لتأكيد ذلك حتى يترسخ الحق قناعة في نفوس الناس. ما الذي يعطي الأمان لأي قناة إسلامية أخرى بألا يقع لها مثل هذا الذي وقع إذا كانت العقود حبراً على ورق ليس لها أي قيمة وأي احترام أو إنها مجرد جمل وكلمات فضفاضة كل يستطيع أن يفسرها لصالحه ولو أراد الشيطان أن يسوغ بها لعمله استطاع, هل يمكن أن تكون جهة بهذه الأهمية والقدرة في التحكم في نشر ثقافة الأمة وتوجهاتها العقدية والدينية ثم لا يكون لها نظام معلن ومفسر أدق التفسير وأوضحه حتى لا يتقول متقول ولا يجتهد متهم. أليس من واجب وزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والشئون الاجتماعية ودور الفتوى والبرلمانات في عالمنا العربي أن تطالب هذه الشركات الناقلة بوضع نظام لها واضح المعالم يعتمد من كل تلك الجهات المذكورة أو تشارك على الأقل في صياغته أليس من المعلوم قانوناً ألا يقع عقاب إلا بعد تهمة تدرس وينظر القضاء في صحتها علنا أمام الملء ثم يصدر العقاب المناسب لها بعد ذلك.
إن من المضحكات المبكيات أن يضرب المتهم حتى قبل التهمة ثم ينظر بعد ذلك في استحقاقه لذلك الضرب أم لا وإذا كان الإعلام هو لسان حال الأمة الذي يحافظ على حقوقها ومكتسباتها بل دوره الحقيقي هو الرقابة لإيصال الحقوق إلى أصحابها فما بال القائمين عليه أول الظالمين وأسرع وأفج المفتئتين على حقوق الآخرين مؤسسات وأفراد وجماهير هل يمكن أن يكون هؤلاء القائمون على مؤسسة إعلامية كبرى محل احترام وتقدير من الجمهور بعد ذلك.
المشاهد العادي من ثلاثمائة مليون مشاهد عربي في المدن والقرى والأرياف والذي يحب هذه القنوات ويسعد بها ويرى أن ما وقع ظلم واضح وضوح الشمس والافتئات واستغلال المنصب فيه ظاهران بكل فجاجة هل سيسعده هذا؟ هل سيثق بمؤسسات الإعلام والقائمين عليها أم أن ذلك سيحمله على القناعة الأكيدة بأن معظم هذه الشركات والقائمين عليها لها دور مشبوه ضد عقيدة الأمة ودينها ومكتسباتها وأن لها أجندات خاصة سرية غير معلنة. هل يمكن أن يرى هذا المشاهد قنوات الكليبات وهي تمارس الرقص والتعري أربع وعشرين ساعة وقنوات الأفلام الأجنبية وقنوات الغناء والرقص وهي تنعم بكل تسهيلات تلك الشركات وتلقى الترحاب والتقدير ثم يرى هذه المعاملة القاسية الفجة للقنوات الإسلامية ويطلب منه بعد ذلك أن يحسن الظن بهذه الشركات والقائمين عليها إن هذا لأمر عجاب.
ثانياً : ما هي هذه الفضائيات الموقوفة وما أهمية وجودها على الساحة الإعلامية:
· هذه الفضائيات الموقوفة كلها قنوات دينية سنية أي أنها فضائيات تتوافق مع 90 % من الجمهور العربي فهي ليست شيعيه ولا درزية ولا قاديانية وليست نصرانية ولا يهودية تعود في تمثيلها إلى نسبة صغيرة من الجمهور العربي وإنما هي تنبعث من عقيدة ودين ومذهب 90% من سكان العالم العربي فكل العرب إلا القليل جدا مسلمون سنه ومن العجب ألا توقف إلا هذه القنوات التي لها هذه المكانة الدينية والمذهبية.
· هذه القنوات تؤدي أدواراً دينية بحتة وهي بعيدة جدا عن ممارسة السياسة أو التعليق على ممارستها فهي تبين الحلال والحرام للناس بالدليل وتوجه إلى أخلاق الإسلام وتحذر من مساوئ الأخلاق وتفسر القرآن الكريم وتسهل فهمه وتيسر حفظه وتشرح السنة المطهرة وتقرب معانيها وأحكامها إلى الأذهان وتوضح طرق الفساد والضياع والانحلال وتحذر الناس منها وتعرض سيرة المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتذكر سير الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وتهتم بالأسرة وتأريخ الإسلام وترد بالدليل القوي والبرهان الواضح على كل من يعتدي على الإسلام أو على أحد رموزه أو معالمه أو عقائده.
· الناس في عالمنا العربي يشاهدون حوالي ألف فضائية معظمها لا تحدثهم عن دينهم وعباداتهم وعقائدهم وتاريخ أمتهم وحاجاتهم اليومية وسلوكياتهم الأخلاقية وكيف يتزوجون وكيف يحيون سعداء في أسرهم أو حتى كيف يطلقون ولا يتعلمون من هذه القنوات العديدة كيف يصلون وكيف يصومون وكيف يبيعون وكيف يشترون وحدود علاقاتهم فيما بينهم لا تعلمهم ولا تحدثهم كل تلك القنوات العديدة عن شيء من ذلك ومن ثم فإن كل المسلمين يرون حاجتهم ماسة جداً لوجود الكثير من القنوات الإسلامية التي تربطهم بخالقهم وتعيدهم إلى السير على منهج ربهم قدر الاستطاعة والمعرفة والإمكان وتقدم لهم كل ذلك مقروناً بالدليل من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة وليس شرط ذلك أبدا ألا يقع الخطأ أو أن يكون كل ما يُقال هو الصواب والحق لم يقل بهذا أحد إذ ليس أحد إلا ويقع منه الخطأ ويقع في الخطأ وإنما المعول على النية والقصد.
· هذه الفضائيات جل عملها نصرة لدين الله ولأوليائه ولعباده الصالحين بالقول والبيان وبالحجة والبرهان ولذلك شرق بها من شرق ممن لا يسرهم الانتصار للحق ونصرة دين الله أولئك الذين يبغونها عوجا تسير حسب أهوائهم وشهواتهم.
· لهذه القنوات أثر حميد على الناس فبفضل الله تبارك وتعالى وتوفيقه ثم يسبب هذه القنوات اهتدى ضلال كثيرون وعاد إلى حظيرة السنة مبتدعون وعاد إلى البر والصلة عاق قاطع وحافظ على الصلاة مضيع لها وبني بيت مسلم بعد تصدعه وبسببها عفت امرأة وأحصنت فتاة وأوقفت جريمة سرقة وتاب عاصي وأناب مجرم وبتأثيرها الحميد بنيت مساجد وأقيمت جمعيات خيرية وأخرجت صدقات وسد فقر فقراء ويسرت حاجات محتاجين.
· بل الأهم من هذا كله أن هذه القنوات بالذات هي من أشهر القنوات التي اعتنت بتصحيح العقيدة التي هي أساس الإسلام ولبه فهي تحارب الشرك المعلن والخفي وشرك المبتدعين وعباد القبور وتحارب خرافات المخرفين الذين يمشون على الماء ويطيرون في الهواء وبدع المبتدعين الذين يزيدون في دين الله ما يشتهون ويشرعون فيه ما لم يأذن به الله وتفضح دعاوى أهل الأهواء والزيع الذين يغالون في البشر ويجعلونهم في مقامات ومنازل تشابه ما لله تبارك وتعالى من حق لا يصح إلا له وحده سبحانه والذين يقدمون بعض الصالحين على الأنبياء والرسل بل على الملائكة المقربين ويفترون الأقوال على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليؤيدوا بها مزاعمهم فهذه القنوات في الحقيقة في جهاد وكفاح مشروع مبارك وإن من أسكتها ليقرب أن يشابه من يقال لهم (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هذا لمن منع الناس من الصلاة في المساجد وإقامة الذكر فيها فما بالك بمن يمنع الفضاء الرحب من الخير وييسره للشر ليجهل الناس بدينهم وينشر بينهم الفساد.
· لقد انتشر العلم الشرعي بفضل الله تبارك وتعالى ثم بسبب هذه القنوات ومثيلاتها ووصل بحمد الله إلى أماكن قصيه من العالم العربي ما كان الفرد فيها يحلم أن يسمع ما يسمع الآن في تلك القنوات من الهدى والعلم والدلالة على الخير والإرشاد والتوجيه والتعليم في بوادي وواحات وقرى ونجوع كانت مغيبة عن العلم الشرعي لا ترى في معظم ما يصلها من الإعلام إلا الغناء والرقص والعلاقات الآثمة والأفلام الأجنبية والمسلسلات التي تدعو إلى الانحراف والفساد وإذا رأت غير ذلك في بعض القنوات إذا هي برامج قليلة قصيرة لا تكاد تفي بالغرض وبالكاد ترد على بعض تساؤلات المتصلين. ثم تغير الحال بحمد الله بظهور القنوات الإسلامية فأصبح المسلم والمسلمة في تلك البقاع النائية عن الحضارة ومراكز العلم في عالمنا العربي أصبح الفرد هناك يرى العلماء ويسمع دروس العلم من تفسير وحديث وفقه وأصول وسيرة وتأريخ إسلامي على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً أصبح الفرد هناك يتلقى مباشرة من العلماء بل ويتصل بهم ويحاورهم ويطرح ما يجول بنفسه عليهم وما كان ليتيسر له ذلك ولو عاش عمره كله بغير هذه القنوات. أليست هذه نعمة عظيمة أليس من يتسبب في قطعها عن الناس ظالم لهم وظالم لنفسه مبين؟.
· لقد عرّفت هذه القنوات الجماهير على العلماء ويسرت الاتصال المباشر بهم فنشأت بين الطرفين علاقات محبة ومودة كما أخرجت علماء ودعاة جدد لم يعرفهم الناس من قبل وأصبح التنافس في ميدان خدمة العلم والدين والإرشاد والهدى قائم على سوق مكتظ بأهله ولله الحمد وما أجمل هذا التنافس وأشرفه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والعجب أن يسعد بعض الناس بتنافس المطربات والمطربين الفاتنين المفتونين ويشقى بأهل الخير ويضيق ذرعاً بهم وتسوؤه كثرتهم ولكن ماذا نقول إذا كان كل هذا الإحسان والخير والهدى والرشد والعلاقة الحميمة بين هذه القنوات وبين جماهيرها هو ذنبها وجريمتها عند القوم الذين يتبعون الشهوات ويريدوننا أن نميل معهم عن الحق ميلا عظيما .
ثالثا: لماذا وقع ما وقع:
فيما أعلم لم تعلن الشركة الناقلة التي فعلت فعلتها مع هذه القنوات أي سبب لما قامت به وإن كان بعض الناس وبعض القنوات تناقلوا بعض ما ذكر أنه سبب لما وقع والعجب أن شركة إعلامية عملاقة مجالها الإعلام والأخبار بما يفترض مصداقيته للناس أجمعين من عجب أن هذه الشركة تتخذ القرار الذي يمس الملايين وسيعرفه ويحسه حتما معظم الناس ثم تعتبر سبب ما تقوم به سراً مما لا ينبغي إفشاؤه, ما هذا التناقض شركة إعلام تقوم على السرية في مجال عمل يراه الجميع بأبصارهم على مدى انتشار الساحة الإعلامية إن هذا لمن أحق ما يعجب منه كل أحد. أما إن كان ما سمعناه مما ذكرته بعض الفضائيات وبعض الناس صحيحاً فهي طامة كبرى لأن ما ذُكر استخفاف بالعقول وسأستعرض بعض ما سمعت أنه سبب لما وقع حيث ذكر أن من الأسباب:
1 - عدم توظيف العنصر النسائي
2 - الدعوة إلى الغلو والتطرف
3 - مناصرة الإرهابيين
4 - عدم وجود برامج أخرى غير البرامج الدينية
5 - كونها قنوات دينية
6 - إثارة الطائفية
والذي يستعرض هذه الأسباب وغيرها مما اختلف الناس في ذكره بعين فاحصة يتضح له أنها أسباب واهية مصطنعة لتبرير تعطيل هذه القنوات وتفريغها من مضمونها الذي قد لا يكون مقبولاً عند بعض أصحاب القرار في مثل تلك الشركات وإلا فإن صاحب كل مؤسسة إعلامية له أن يوظف من يشاء ممن يرى كفاءته وليس مجبورا قانونيا برجال أو نساء على وجه الخصوص ثم إن بعض هذه القنوات فيما أعلم توظف نساء كريمات مصونات يعملن في البحث العلمي وفي الجرافيكس وما يشابه هذه الأعمال ولكن هذا النوع من العمل ليس هو المطلوب وإنما المقصود لذاته هو إجبار مثل هذه القنوات وغيرها فيما بعد على اعتناق رأي فقهي يراد له أن يسود بالقوة وهو خروج المرأة كاشفة وجهها ويديها أمام ملايين الناس ليس قناعة بهذا الرأي الفقهي وإيماناً بأنه يوافق مراد الله وما أطيب وأبر من بفعل ذلك رغم أن الأمر لو كان كذلك فإنه لا يصح أبداً ولا يستقيم شرعاً أن يفرض رأي فقهي على الناس بالقوة. ولكن المقصود والله أعلم أن يكون هذا خطوة أولى لعشرات الخطوات بعدها حتى لا يبقى على المرأة إلا نصف متر من ملابسها في منطقة العورة المغلظة فقط وهذا ما يشاهده كل الناس في كثير من القنوات التي تتبوأ الصدارة في الحصانة من معوقات البث عند هذه الشركات وفي هذه القنوات بل وفي بعض القنوات الحكومية العربية يمنع النساء اللواتي يسفرن عن وجوههن وأيديهن ويغطين ما عدا ذلك وهذا بالضبط ما ذكرناه آنفاً. وما عهدنا بفضل الله في تاريخينا رأياً فقهياً أو عقدياً نصرته القوة إلا وأسقطه الله إذ لم يحتج للقرار في قلوب المسلمين بالقوة إلا لضعفه وسقوطه أمام الأدلة الشرعية والقناعة الفطرية.
أما الزعم بأن هذه القنوات تدعو إلى الغلو والتطرف وتناصر الإرهاب فإنه زعم باطل من أساسه بل يدل على جهل من يقول به إذ لا يمكنه أن يأتي بآراء تتبناها هذه القنوات ويذكرها بنصوصها وأسماء برامجها والضيوف الذين يتحدثون فيها تؤكد ما يقوله من هذه المزاعم التي هي عكس الأمر الواقع بحمد الله فهذه القنوات ومثيلاتها هي التي تدعو إلى سماحة الإسلام ويسر تعاليمه وتبشر به ولا تنفر في كل مفردات أعمالها. ولا نزعم أبداً ألا يقع فيها بعض الأخطاء أو التجاوزات غير المقصودة فما من عمل إلا وفيه أخطاء وتجاوزات ولكن كل شيء يقدر بقدره فلا تلغى ملايين الحسنات لأجل سيئة أو سيئتين فهذا ظلم شنيع ثم إن هذه الأخطاء بالتحديد إذا رصدت تذكر بأعيانها وتنشر ويعلق عليها ويبين ما فيها من خطأ وينذر المتسببون بها ويوضح للناس سوء ما فيها لتشيع المعلومة الصحيحة ويتنور المسلمون. ثم من هم الذين يقررون ذلك ما أسمائهم ومكانتهم العلمية أما أن نترك مسائل دقيقة في الجهاد والولاء والبراء ومعاملة الحربيين والمستأمنين وغير هذه المسائل من فقه النوازل في هذا العصر أقول إما أن نترك مثل هذه المسائل ليحكم عليها إعلاميون مع كامل احترامنا وتقديرنا لهم لا يفقهون في هذه المسائل إلا القليل والكثير منهم قد لا يعرف أركان وشروط وواجبات العبادات التي يؤديها فإن هذا ظلم لدين الله وافتئات على الأمة في أهم ما تعتز به وتفخر به وهو دينها.
أما ما ذكر من عدم وجود برامج في هذه القنوات غير البرامج الدينية فمتى كان تنوع البرامج شرطاً قانونياً وإعلامياً لإنشاء وتشغيل القنوات هل عشيت أبصار هؤلاء المسئولون عن قنوات الأفلام الأجنبية والمسلسلات والغناء والرقص والكليبات ورسائل الغزل الفاحش على مدار اليوم كاملاً عشيت أبصارهم عن كل هذه القنوات التي هي بالمئات تنشر الرذيلة والفحش والدعارة والتهتك ثم ضاقت هذه الأبصار الشقية وراحت تنظر شزرا إلى بضع قنوات لا تسمع فيها معظم الوقت إلا قال الله تعالى أو قال رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سبحانك هذا إفك مبين.
أما قولهم إن هذه القنوات قنوات دينية فبأي ذنب قتلت القنوات الدينية بأي ذنب تستبعد من فضائها الرحب (أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس)، أيجوز أن تقوم القنوات الرياضية والغنائية والاقتصادية والوثائقية وقنوات المسلسلات والأفلام ولا يجوز أن تقوم القنوات الدينية من قرر هذا ومن سمح لمثل هذا الكلام الأعوج أن يتشدق به بعض الجهال زاعمين أحقيته بالتطبيق هل سيسر أمة الإسلام أن يبعد إسلامها عن إعلامها وأن يفتح باب هذا الإعلام لكل شيء إلا للإسلام. من الذي وضع هذه الأنظمة العوجاء العرجاء المشوهة التي تستبعد دين الله من أرض الله عن عباد الله فلا تتيح له الانتشار والإبلاغ المطلوب ثم تفتح لكل دجل وإفساد أبواب الإعلام على كافة مصاريعها. قد يقول بعض المتحذلقين إن هذا لمنع قيام قنوات دينيه غير إسلاميه وما أسوأ هذا العذر وأسخفه وأسمجه أيهمش دين العرب الذي يعتنقه 90% منهم لأجل ألا تقوم قنوات دينيه غير إسلامية لأقليات لا تتجاوز نسبتها في العالم العربي 5% هل تساوي الأقلية النادرة بالكثرة الكاثرة الذين هم الأساس والأصل. إن الإسلام قوة فكرية هائلة لا يخشى من أي فكرة أخرى دينية أو معرفية أو ثقافية وإن كان ولابد من مساواة الأقلية النادرة بالأكثرية الساحقة الذين هم أصحاب الدار وقاطنوها فأعدل وأنفع للجميع أن يسمح لكل القنوات الدينية مهما كانت فليس الإسلام هو الذي سينسحب من الساحة خاسرا عند المواجهة فما سبق بحمد الله أن خسر الإسلام في أي مواجهة فكرية أو علمية على مدار التاريخ كله وقولهم هذا هو كلمة حق أريد بها باطل وإلا فإن من يقول هذا الكلام الساقط يعلم أن مثل هذه الديانات أو المذاهب الضالة ستجد فضاءً رحباً مفتوحاً لها لتصل به إلا الناس فلا أنت يا من تقول هذا القول أغلقت هذا الباب كله ولن تستطيع وقصارى ما عملت أنك أبعدت الإسلام عن مواجهة أعدائه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن وجعلته ينزوي بالحق الساطع الذي معه لتنتشر بدلاً منه ظلمات الضلال والغي والفواحش والشرك والإلحاد واستعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً فما أسوأ أثر هؤلاء على الناس ما أظلمهم لدين الله.
أما الزعم بأن هذه القنوات تثير النعرات الطائفية فكيف يكون ذلك هل المسلمون السنة طائفة إنهم الحق إنهم الأصل إنهم القاعدة أما الطوائف الأخرى فهي تلك التي خرجت عن هذا الإجماع العظيم الممتد لأربعة عشر قرناً في ربع الأرض تقريباً وخمس سكانها. والذين يثيرون النعرات الطائفية هم الطوائف الضالة أو المتبدعة أو الخارجة عن هذا الإجماع العظيم هم الذين يثيرون دعاواهم الباطلة ويظهرون أحقادهم الدفينة وينشرون معتقداتهم المبنية على الأساطير والأحلام التي لا حقيقة لها فإن أظهروا مثل هذا الفساد والضلال للناس أيطلب من أهل الحق أن يصمتوا فلا يبينوا الصواب وينصرون الحق أيعقل أن يوافق على هذا أحد وهل يظن أولئك أنهم بمثل هذه القرارات الظالمة سيسقطون دين الله من قلوب المسلمين أو سيغيرون في بعض أحكامه حسب ما يشتهون إن هذا لغرور كبير.
لقد تكفل الله تبارك وتعالى بحفظ هذا الدين وإظهاره ونصره ولا يليق بمسلم أن يقف معاند لإرادة الله الشرعية بل حري به أن يقف معها ويسير في ركابها فهو خير له في الدنيا والآخرة. أما المراقبة والمتابعة والمحاسبة الحقيقية فلا أحد يرى بأساً بها فمتابعة هذه القنوات وغيرها ومناقشة أخطائها وتتبع موضوعاتها أمر مهم حتى لا تتسلل أفكار تخدم أعداء الله أو تشجع الأعمال الإرهابية الظالمة أو تدعو إلى الغلو الذي نهى عنه الإسلام ولكن هذا الشيء وإغلاق القنوات شيء آخر إذ ليس من قناة أو إذاعة موجودة إلا ويقع فيها بعض الأخطاء ثم يصار إلى إصلاحها وتبيان الصواب حولها ويبقى الخير جارياً والعطاء مستمراً ويقدر كل خطأ إن صح أنه وقع بقدره الصحيح أما الافتئات على القنوات الإسلامية وظلمها والزعم السامج بأنها تستحق الإيقاف لأجل أعذار واهية مثل ما ذكرناه آنفاً فهذا يدل على أن كل ذلك أمر دبر بليل وأن وراء الأكمة ما وراءها.
رابعا: إذن ما هو السبب الحقيقي:
أيها الأحبة بعد ما مضى فإني اعتقد والله أعلم أن السبب الحقيقي لما وقع غير ما ذكر فما ذكر ذر للرماد في العيون وقول لا يصمد أمام أي محاسبة مهما كانت يسيرة ولكن السبب الحقيقي فيما أعتقد هو الصراع بين الخير والشر الذي هو حقيقة كونية أكيدة في الإعلام وفي غيره. ولو سلم الجميع بوقف هذه القنوات بذات ورضي الناس ومنتسبي هذه القنوات بذلك ورأوا أن ما وقع أمر مشروع فإني أعتقد بأنه من السذاجة أن نظن أن الأمر قد انتهى. أنه لن ينتهي أبداً بل سيتكرر حتماً مع عدد آخر من القنوات الإسلامية سيقع قريباً أم بعيداً فالصراع والمغالبة دائمة ما دامت الحياة.
أيعقل أن تدعو القنوات الإسلامية إلى التوحيد الذي يسقط كل دعوى للتسلط على الخلق وتدعو إلى العفاف والستر الذي يتناقض مع كل ما نراه في معظم القنوات الفضائية تناقضاً صارخاً، أيعقل أن تحرم هذه القنوات الغناء والتبرج والرقص والقبل والعناق بين الرجال والنساء وتدعو النساء إلى الحجاب والستر والحصانة وتحرم الربا وتحرر الخلق من التبعية لأي أحد إلا الله تبارك وتعالى عن طريق كلامه العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثم يكون الطرف الآخر الذي هو الأكثر وجود للأسف في الإعلام والسابق إليه والذي هو أيضاً القائد والمسيطر على معظم شركاته ومؤسساته أقول ثم يكون هذا الطرف سعيداً راض بما يشاهد ويسمع إن هذا يهدم كل ما بناه من أصوله وإذا بقي مثل هذا الإعلام قائماً يزداد ويتقدم ويتطور فإن النهاية آتية لا ريب فيها ومن ثم فلابد من محاربة هذا الإعلام بشتى الطرق وبكافة الدعاوى والمزاعم وبفبركة المواقف وتنميق الأنظمة وتفصيلها حسب المقاسات المطلوبة سواء وعى وأدرك المسئولون عن هذه الشركات هذا أم أنهم يتبنونه من حيث لا يعلمون.
هذا أيها الأحبة ما أظنه السبب الحقيقي لما وقع وأنا أتمنى أن يتنبه أحبتنا في كافة القنوات الإسلامية بكافة توجهاتها حتى تلك الإسلامية ذات الرؤية الضيقة التي قد تكون في موقع من يقول لم آمر بها ولم تسؤني أحب أن يتنبهوا جميعاً إلى أن الأمر مغالبة ومدافعة وقد يأتي على من يستسلم يوم يقول فيه أكلت يوم أكل الثور الأبيض، فلابد إذن من أن تعمل كل القنوات الإسلامية على صناعة محاور القوة فيها كمؤسسات منفردة وكمجموعة واحدة تمثل توجهاً جديداً في الإعلام الفضائي لن يسعد به ملاك الساحة الأقدمون حيث يفترض أن تستفيد كافة القنوات الإسلامية من مقومات القوة لديها وتصنع مقومات أخرى جديدة تستطيع أن تثبت بها نفسها على الساحة الإعلامية.
والمدافعة والمغالبة المرضية، أيها الأحبة هي تلك التي تنطلق من الواقع المعاش فلا تعيش في الأحلام ولكنها لا تستلم للوضع الخاطئ مهما كانت الصولة له بل تتعايش معه بما يناسب وتعمل بكل الطرق المشروعة المعلنة الواضحة على تعديل الخطأ إلى الصواب والظلم إلى العدل والإجحاف إلى الإنصاف وإنني لأظن أن مما قد يصنع للقنوات الإسلامية هيبة تجعل متعجرفي الشركات والمؤسسات الإعلامية يفكرون عشرات المرات قبل أن يتخذوا مثل هذه القرارات التي تنم عن استهتار واستهانة بالآخرين ما يلي :
1- الانتماء إلى تكتلات مؤسسية كبيرة لها قدرات مالية ضخمة وانتشار إعلامي متنوع مقروء ومسموع ومرئي قدر الإمكان والعمل على إيجاد مثل هذه التكتلات والتحالفات وجعل هذا هدفاً مهماً لكافة العاملين في حقل الفضاء الإسلامي.
2- ضرورة توفير التعدد الفضائي لكل قناة فيفترض أن تكون كل قناة على عدة أقمار وليس قمراً واحداً بحيث تتعاقد كل قناة مع عدد من شركات النقل الفضائي العربية وغير العربية وليس مع شركة واحدة وأن يكون كذلك لكل قناة عدد من مواقع واستوديوهات البث في بلدان مختلفة ومتباعدة.
3- التواصل مع كافة الجمعيات والاتحادات والمنظمات الإعلامية العربية والإسلامية والعالمية والعمل على جعل هذا التواصل مستمراً بناءً قائماً على الاحترام المتبادل والاستفادة من الخبرات والدخول في العضوية الرسمية لكل هذه التجمعات قدر الإمكان.
4- تنظيم العلاقات بين كافة القنوات الإسلامية فيما بينها بغض النظر عن الاختلافات الموضوعية والمنهجية فالحقيقة كاملة لا يملكها أحد بعينه ثم العمل لجعل هذا التنظيم مشروعاً مقنناً عبر الأنظمة الإدارية والفضائية في الساحة العربية.
5- مخاطبة الأثرياء وكبار رجال الأعمال لامتلاك قمرا أو أقمارا اصطناعية بغرض البث الإعلامي والسعي القانوني الحثيث لجعل هذا العمل نظاميا مشروعا على الساحة الإعلامية العربية ويمكن التعامل مع الغرب أو الشرق والبث على الأقمار المناسبة عندهم حتى يتم تحقيق هذه الخطوة وهي قيام شركة إعلامية إسلامية عربية تمتلك قمرها الصناعي الخاص بها.
6- أن تقف كل قناة إسلامية مهما رأت نفسها بعيدة عما وقع لأنه إن استمر الوضع هكذا فسيصلها الدور حتما إلا أن يشاء الله لذا يفترض بها أن تقف موقف المناهض لما حدث بالصوت العاقل المتزن والصادع بالحق بكل وضوح وصراحة والساعي عبر القنوات القانونية والتنظيمية إلى إنصاف البث الفضائي الإسلامي من الظلم والتعدي عليه.
7- أن يعلم الجميع أن كافة الأنظمة الإعلامية ليست قرآناً منزلاً ليس لأحد أن يزيد فيه وينقص منه وإنما هي أنظمة وضعها المسئولون بقصد التنظيم والسيطرة وتحقيق العدالة ولكل متظلم من هذه الأنظمة الحق في المطالبة بالتعديل وتحقيق التوازن وعدم الرضي بالكيل بمكيالين. وحقوق الإنسان وحرية التعبير المنضبطة بشرع الله مكفولة لكل أحد بل لقد جاء الشيطان عبر حقوق الإنسان وحرية التعبير عند بعض الحضارات الأخرى فجعل للمثليين الشاذين صوتاً ظاهراً. أفتتسع حقوق الإنسان وحرية التعبير لهؤلاء الساقطين ولا يجد فيها الإسلاميون موطئ قدم. فسبحان الله ما هذا الضعف المميت عند أحبتنا وما هذا الانقلاب والانتكاسة في فطر أولئك القوم .
وأخيرا لعلنا أن نقول ما قاله ربنا تبارك وتعالى في حادثة الإفك {لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم}، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل في طيات ما حدث خيراً للإسلام والمسلمين وللأمة العربية خاصة وردا جميلا للحق وصوتاً عالياً له إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد بن سعيد آل جبارة الصفار
مدير إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية السابق ومدير البرامج الدينية بقناة المجد الفضائية السابق
المصدر: محمد بن سعيد آل جبارة الصفار - موقع مفكرة الإسلام