مفاهيم مهمة حول الشريعة والأمة 1

منذ 2016-11-29

إقامة الشريعة معنى أوسع وأشمل وأكمل، وتحكيمها وتعظيمها وتحكيمها بهذا المعنى؛ هو واجب الرعاة والرعية، وإلا صار الرعاة بلا شرعية، وخلت الذئاب بالرعية

(1) الشعار الذي نقصد.. والشريعة التي نريد

إقامة الشريعة معنى عظيم، ينبغي أن تنعقد عليه القلوب، وتتوحد عليه الصفوف، وتهفو له الأرواح وتعلو به الأصوات، والمقصود به تقويم إعوجاجنا بالاستقامة على المستطاع من كل ديننا، من خلال الإتيان بشروط صحته، وبأركانه وواجباته. مع ترك مبطلاته ومحرماته، بحسب الوسع والطاقة.
تمامًا كما هو الأمر في إقامة الصلاة التي لا تقام حق الإقامة؛ إلا بالإتيان بشروطها وأركانها وواجباتها، مع ترك مبطلاتها ومحرماتها. فالله تعالى خاطب جميع المكلفين بإقامة الدين –الذي تمثله الشريعة بمعناها العام فقال: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى جزء من الآية: 13] والشريعة هي ذلك الدين، بأقسامه الثلاثة: (الاعتقاد- الأحكام- السلوك) كما قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}  [الجاثية: 18].
قال شيخ المفسرين - الإمام الطبري - في تفسيرها: "(على شريعة)على طريقة وسنة ومنهاج من أمرنا الذي أمرنا به مَنْ قبلك من رسلنا" ونقل الطبري عن المفسرين الأوائل ما يفيد هذا المعنى؛ فنقل عن ابن عباس قوله في معنى الشريعة المأمور باتباعها أنها:(هدىً من الأمر وبيِّنة).ونقل عن قتادة قوله: " الشريعةُ: الفرائض والحدود والأمر والنهي"
وعن ابن زيد "الشريعةُ هي الدين". وقرأ {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}  [الشورى جزء من الآية: 13] قال: فنوح أوّلهم وأنت آخرهم".
واستوفى القرطبي – رحمه الله – الكلام في معنى الشريعة المأمور باتباعها في كلمات يسيرة، فقال: " {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ} الشريعة في اللغة : المذهب والملة . ويقال لمشْرعة الماء - وهي موْرد الشاربة - : شريعة . ومنه الشارع، لأنه طريق إلى المقصد . فالشريعة : ما شرع الله لعباده من الدين ، والجمع : الشرائع . والشرائع في الدين : المذاهب التي شرعها الله لخلقه . فمعنى : {جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ} أي : على منهاج واضح من أمر الدين يشرع بك إلى الحق"
نخلص من ذلك إلى أن المفهوم الصحيح لإقامة الشريعة؛ ليس ذلك الفهم الشائع المائع، الذي يعني مجرد مطالبة الحكام بتطبيق تنفيذ أحكام حدود العقوبات في باب الجنايات! ومع أهمية إقامة الحدود وخطورة التفريط فيها، فإن إقامة الشريعة معنى أوسع وأشمل وأكمل، وتحكيمها وتعظيمها وتحكيمها بهذا المعنى؛ هو واجب الرعاة والرعية، وإلا صار الرعاة بلا شرعية، وخلت الذئاب بالرعية .

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,424

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً