اختبار الأخلاق!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
حقيقة الأخلاق لا تظهر إلا إذا وضعت موضع الاختبار
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
حقيقة الأخلاق لا تظهر إلا إذا وضعت موضع الاختبار، وكم من امرئ يظن نفسه حليمًا كريمًا متواضعًا حسن الأخلاق وعف اللسان، فإذا اختبرت أخلاقه، وبليت سرائره، وتعرض لاختبار صعب أو محنة كاشفة بان معدنه الحقيقي، وظهر مكنون النفس وما انطوت عليه الضمائر.
وما زلت أعجب لقول الإمام الشافعي رحمه الله: "وَاللَّهِ مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يُخْطِئَ" مع أن المناظرات بطبيعتها مبنية على شهوة التغلب، وحب الظفر، والتشفي في الخصوم، والحرص على هزيمتهم، وبيان خطئهم وتناقضهم.
ورغم ذلك كله فالشافعي لا يتمنى لخصمه الغلط ، كما أن رائده الحق، بغض النظر على لسان من ظهر، ومن ثم نجده يقول: "مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا أَحْبَبْتُ أَنْ يُوَفَّقَ وَيُسَدَّدَ وَيُعَانَ، وَيَكُونَ عَلَيْهِ رِعَايَةٌ مِنَ اللَّهِ وَحِفْظٌ. وَمَا نَاظَرْتُ أَحَدًا إِلَّا وَلَمْ أُبَالِ بَيَّنَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِي أَوْ لِسَانِهِ".
وبهذا ارتفع القوم وجعلهم الله أئمة!