مع القرآن - أقوالهم لا تلتصق بمؤمن
في قرارة أنفسهم يحسدون المؤمن على عزة إيمانه التي يستمدها من عزة الله عز وجل
استهزاء المستهزئين والاتهامات الباطلة التي تُلقى جزافاً والتحقير من شأن المؤمن وإيذائه كل هذا يحصيه الله على فاعله ولن يلتصق بالمؤمن بل ما يلتصق بالمؤمنين يقيناً هو العزة والكرامة مهما ادعى أعداؤهم غير ذلك ففي قرارة أنفسهم يحسدون المؤمن على عزة إيمانه التي يستمدها من عزة الله عز وجل.
{وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [ يونس: 65].
قال السعدي في تفسيره: أي: ولا يحزنك قول المكذبين فيك من الأقوال التي يتوصلون بها إلى القدح فيك، وفي دينك فإن أقوالهم لا تعزهم، ولا تضرك شيئًا. {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا} يؤتيها من يشاء، ويمنعها ممن يشاء.
قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر جزء من الآية: 10] أي: فليطلبها بطاعته، بدليل قوله بعده: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر جزء من الآية: 10]
ومن المعلوم، أنك على طاعة الله، وأن العزة لك ولأتباعك من الله {وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون جزء من الآية: 8]
وقوله: {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أي: سمعه قد أحاط بجميع الأصوات، فلا يخفى عليه شيء منها.
وعلمه قد أحاط بجميع الظواهر والبواطن، فلا يعزب عنه مثقال ذرة، في السماوات والأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
وهو تعالى يسمع قولك، وقول أعدائك فيك، ويعلم ذلك تفصيلًا فاكتف بعلم الله وكفايته، فمن يتق الله، فهو حسبه.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: