حلب تستغيث النيام
لا أحد غير الله
لك الله يا حلب لا أحد غير الله.....لكُنَ الله يا حرائر حلب ولا أحد لكنَّ غيره....لكم الله يا أطفال حلب ولا أحد غير الله....لكم الله يا عجائز حلب ولا أحد غير الله.
مسؤوليةٌ كبيرةٌ في رقبة أُمةٍ نائمةٍ تغط في سباتٍ عميق، رؤساء وملوكٌ أفضلهم مرعوب وجُلُّهم خونة، شعوبٌ مستأنسة خانعة إلا من رحم الله وهم قليل.
وضعٌ مأساوي دموي تستباح فيه الأعراض والدماء والفرس الروافض لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة والروس يخوضون في الدماء بمعاونة بعض رؤساء العرب والله من وراء كل هؤلاء محيط.
أهل حلب اليوم هم أهل الأخدود أمس وملوك اليوم هم طغاة الأمس ولا فرق، الدماء و الأعراض تنتهك على رؤوس الأشهاد ولا حلًّ ولا علاج إلا السيف الرادع، فأين سيوف المسلمين اليوم وأين جيوشهم التي انشغلت بمشاغبة الشعوب.
رسالة حقيقية من حرةٍ حلبية لكل من لديه بقية ضمير:
رسالة من إحدى الفتيات في حلب:
إلى شيوخ الأمة ... إلى شرعيي الفصائل ... إلى كل من ادعى يوماً أنه يحمل هموم الأمة العقائدية.
أنا إحدى فتيات حلب التي سيتم اغتصابها بعد لحظات، فلم يعد هنالك سلاح ولا رجال تحول بيننا وبين وحوش ما يسمى جيش الوطن!
لا أريد منكم أي شيء .. حتى الدعاء لا أريده .. فما زلت قادرة على الكلام وأظن أن دعائي سيكون أصدق مما ستقولون!
كل ما أريده منكم ألا تأخذوا مكان الله وتفتوا في مصيري بعد موتي، أنا سأنتحر ... ولا أكترث إن قلتم أنني في النار!
سأنتحر ... لأنني لم أصمد كل تلك السنوات في بيت أبي الذي مات وفي قلبه حرقة على من ترك، سأنتحر ليس لشيءٍ بل كي لا يتلذذ بجسدي بضعة عناصر، كانوا ومنذ أيام يخافون نطق اسم حلب ....
سأنتحر لأن في حلب قامت القيامة ولا أعتقد ان هناك جحيم أقسى من هذا ...
سأنتحر ... و كلي علم أنكم ستتوحدون على فتوى دخولي النار .. الشيء الوحيد الذي سيوحدكم هو انتحار فتاة
ليست بأمك ولا بأختك ولا بزوجتك .. فتاة لا تهمك ...
سأختم قولي بأن فتواكم لدي أصبحت كهذه الحياة لا قيمة لها على الإطلاق فاحفظوها لأنفسكم ولأهليكم ....
سأنتحر ...
و عندما تقرأون هذا اعلموا أنني مت طاهرةً رغماً عن الجميع.....
انتهت الرسالة
إلى الله وحده المشتكى
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: