عن أهل حلب، وأخواتها
مدحت القصراوي
سيذهب كل منا الى ما يحسنه؛ فهذا يبكي وذاك يشحتف، وآخر يدعو في الفضائيات مع إتقان البحّة في الدعاء..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
سيذهب كل منا إلى ما يحسنه؛ فهذا يبكي وذاك يشحتف، وآخر يدعو في الفضائيات مع إتقان البحّة في الدعاء..
هذا ينشد الشعر وآخر ينشر الصورة؛ ثم ينصرف الكل إلى حياته الشخصية ليكمل الأحداث المعتادة.
ولمن فعل هذا صادقًا أجره.. لكن:
يبقى الحل الجذري وراء ذلك.. شيء آخر وطريق آخر.
إنها الشعوب ـ أو تيار منها ـ المنحازة للدين، والصفوة المتقدمة والمفتدية لدينها، والقيادة الواعية والمبتكِرة.
انقسمت الشعوب، وغابت القيادة، وتعطل عمل الصفوة.
من الرموز من تراجع؛ بل ومنها من خان وتآمر.. مع وعْي متراجع في البقية الخائنة من الشعوب.
لكن ثمة صفوة بقيت ومجاهدون في الميدان، وتيار كريم من الشعوب صابر ومرابط، وقد بقوا بين الناس كالأيتام على مأدبة اللئام.
يحتاج المسلمون الآن إلى تلاحم هذه العناصر ولملمتها.. تيار الأمة الواعي والمنحاز لدينه، مع تقدم الصفوة الواعية دينا ودنيا ـ بمجاهديها ـ مع القيادة الملهمة والجامعة..
تملك الأمة من الحيوية ما تطرد به كل خائن وتجوز كل صعب، وتتخطى به المحن، وأول الطريق إسقاط المستبدين.. فاللهم هيئ لنا من أمرنا رشدًا.