القاعدون منّا
شيماء علي جمال الدين
أشد الناس تأثرًا لا يملك إلّا الدعاء.. والبُكاء، أنُعينهم بهذا أم نخبيء فيه الرؤوس بأننا بذلنا غايتنا وقدمنا معذرتنا فما الذي نملكه أكثر من هذا ؟!!
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
أي دعوة أصابت جيلنا ليُكتب علينا مراقبة أهلنا كل يوم يموتون أمام أعيننا !كُتِب على القاعدين منّا العار والصَغَار والعويل على الأهل والديار والصِغَار.
ماتوا مرة ونموت كل يوم ألف مرة !!
ما الذي يفعله أهل حلب بنا ؟!
لماذا يُقيمون الحُجة علينا دامغة تُطوِّق أعناقنا نختنق بها ولا يسعنا إلّا دموعا ابتذلناها حتى جفّت مآقينا ثم فجّروا زمزمها من جديد !
وكأنّي أراهم قد ميّزوا الصفوف ومازالوا يفعلون حتى ما عاد الواحد يملك ثوبًا من زيف وادّعاء يتدثّر به.
اصطفاهم ربّهم لإقامة الحُجّة فماذا نحن فاعلون؟
مرارة الظلم أعمت البصائر حتى ألقتها في غيابة اليأس والحق أنّها مثل الحقد على الأعداء ينبغي أن تكون وقودًا للعمل لا فراشًا لليأس نرقد عليه حتى نموت قهرًا ثم نتكفّن به !
أشد الناس تأثرًا لا يملك إلّا الدعاء.. والبُكاء، أنُعينهم بهذا أم نخبيء فيه الرؤوس بأننا بذلنا غايتنا وقدمنا معذرتنا فما الذي نملكه أكثر من هذا ؟!!
لا والله هم بحاجة للعمل ونحن أحوج ما نكون منهم لمثل هذا، هم بحاجة أن نتوقف عن المراء وعن مداهنة السفهاء بحجة حقن الدماء.
هم بحاجة لأن ينظروا إلينا فيروا في أعيننا نظرة اليقين في الله وأن نلوّح لهم برايات الثبات.... وأننا ها هُنا من وراءهم نعمل في مكاننا، نثبت مثل من ثبت منهم، ونقاتل مثل من صدق وجاهد منهم، ونصبر على الأذى مثل الصابرون منهم، ونعدهم أننا والله لا نرضى الدون بعدما رأينا آيات العزة في أطفالهم ونساءهم والمخلصين منهم !
هُم بحاجة لنا ونحن بحاجة لهم، لا يمكن أن يكون قدر جيل الموت دون وضوح للبداية والنهاية وارتفاع للراية وسلامة للغاية، من المستحيل أن نتقهقر مرة أخرى إلى الوراء بعد أن قدّموا أرواحهم طوعًا أو كرها وارتقى الصادقين منهم شُهداء.
كانوا أشجع منّا في ساحات النزال وقد تملكنا الرعب والفزع من وراء الشاشات نشكو الذلة والمسكنة وقد أعزّنا الله بالإسلام، فالله مولانا والكافرين لا مولى لهم.
شهداءهم أحياء عند الله يُرزقون ونحن المُهانون المُعذبون الميّتون إن لم نعمل ما ندفع به كل هذا ولو بعد حين.
يومًا ما ستضع الحربُ أوزارها ويبقى لكل واحد عمله، ولكل نصيبه من الجهاد ودفع الظلم في ميدانه الذي أقامه ربّه عليه.
هي حرب واحدة ومعارك شتّى وسنّة الله ماضية لا محالة فلتنظر كل نفس ما قدّمت.
فليبك الباكون كما شاؤوا ولا يفارقنّ أحدا موطن جهاده، ولنحمل حقائب العمل على ظهورنا ولتبقى أيدينا مبتهلة بالدُعاء ولنأخذ أسلحتنا وحذرنا فلا يميل الظالمون علينا ميلة واحدة ويضيع عمل العاملين منهم ويبقى ذل القاعدين منّا !!
يارب انصر المجاهدين الصادقين حملة لواء الدين واغفر للمقصّرين العاجزين إلّا عن الدُعاء واليقين، وانتقم من الظالمين الجبّارين أعوان الشياطين.اللهمّ أغثنا وأعنّا وتجاوز عمّا كان منّا.