نيران إيران (1)
عبد العزيز مصطفى كامل
من أشعلها؟ ومن يُطفئها ؟
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
من أشعلها؟ ومن يُطفئها ؟
• نارالمجوس التي كانوا يقدسونها ويعبدونها؛ والتي أطفأها المسلمون الأوائل عند فتح بلاد فارس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ ظل لهيبها – ولا يزال - يشتعل ويضطرم في ضمائر ودخائل منافقي الفُرس؛ الذين اتخذوا فيما بعد من التشيع لآل البيت ستاراً يرمون من ورائه سهام الانتقام على أهل الإسلام! وحتى نُدرك أبعاد ما يحدث من شيعة اليوم تواصلاً مع ما كان من شيعة الأمس، لابد من ربط وقائع الماضي القريب مع واقع الحاضر الحديث، حيث لم يكن للتشيع السياسي صوتٌ يُسمع في العالم خلال القرون الأخيرة وحتى بدايات الربع الأخير من القرن العشرين ..
• فالشيعة الروافض - قبل الخميني - كانوا غارقين في غيبوبة انتظارٍ تاريخي طويل للغائب المنتظر؛ مهديهم: الإمام الثاني عشر، الذي أمضى أكثر من عمر نوح وهو غائب - كما يتوهمون - في سرداب سامراء بالعراق، حتى يخرج منه في آخر الزمان ليثأر للحسين وشيعته -كما يفترون - ويقود صفوفهم ويقيم دولتهم "العالمية" بعد إعمال القتل والتشريد في عدوهم الأول - وربما الوحيد - وهم أهل السنة عامة، والعرب منهم خاصة (!!) حيث يوصف السنة عند الروافض بـ " النواصب" الذين ناصبوا – بزعمهم – علياً وآل البيت البغضاء والعداء..
• كفَّ الله عن المسلمين شر الشيعة في معظم تاريخهم، بسبب اعتقادهم في انتظار ذلك القائد الخرافي القادم .. حتى قام زعيمهم المعاصر(الخُميني) بكسر حاجز انتظاره "السلبي" مقرراً تحويله إلى انتظار "إيجابي" من خلال قيام الشيعة بالتمهيد لقدومه عن طريق نظرية (ولاية الفقيه) ومشروع (الحكومة الإسلامية) الذي نظَّر له وخَطَّط في كتابه المسمى بذلك الاسم، مدعياً أن تلك الحكومة أو الدولة ستُسلم قيادتها للمهدي بعد خروجه ليقود بها دولة عالمية بعد السيطرة على جميع الأمة الإسلامية.. وتكون عاصمتها بالكوفة ،المقدسة عندهم أكثر من مكة المشرفة!
• كان دور الخميني بمشروعه هذا قريب الشبه جدًا من دور زعيم الصهيونية الحديثة "تيودور هرتزل" الذي وضع بالمشروع الصهيوني حدًا لانتظار اليهود "السلبي" لقدوم مسيحهم المنتظر الذي جمَّدوا بسبب انتظاره سعيهم لإقامة دولة خاصة بهم ،معتقدين أن تلك الدولة اليهودية لن يقيمها إلا ذلك المسيح عندما يخرج في آخر الزمان، فيحاربون تحت قيادته أهل كل الأديان، فيتغلبون عليهم ويقيمون المملكة اليهودية العالمية.. بعد اتخاذ القدس عاصمة لها وبعد إعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة بها، وهو ما أصبح يقوم به اليهود نيابة عن منتظرهم الموعود!
• قام الخميني - مثل هرتزل - بتحويل المنظومة العقدية الشيعية الأسطورية من عالم الخيال والخرافة إلى مشروع واقعي قوي قائم على الأرض؛ يستهدف إعادة "المجد" لامبراطورية فارس في بقاع مترامية الأطراف، حيث يحلم دعاة (الخمينية) الجديدة بالعودة إلى نفوذ الدولة (الإخمينية) القديمة التي امتدت حتى عام 559 قبل الميلاد من نهر السند في باكستان؛ إلى نهر النيل في مصر..ومن مقدونيا شمالًا وحتى اليمن جنوباً، بل تخطى شيعة اليوم الأحلام التاريخية إلى الوعود الغيبية بوراثة الأرض وما عليها!.
• نيران إيران الفارسية الحقودة؛ تستمد وقودها من العامل العنصري المتعالي بالغرور؛ إلى جانب العامل المذهبي المشبع بالشرور، فالإيرانيون مقتنعون - إلى جانب قناعتهم بسموهم ونقائهم الاعتقادي الشيعي - بعلو وسمو عنصرهم (الآري) فكلمة إيران تعني ( أرض الآريين) وهم الجنس الأبيض من قبائل (آريان) التي قدمت من شرق أوروبا، واستوطنت شمال غرب إيران ؛ وتميزت بالاستعلاء والغرور والاعتزاز البالغ بالعنصر.. تماماً على طريقة (هتلر) الذي ينتمي شعبه الألماني إلى العنصر الآري نفسه، لذلك كان له اعتقاده الخاص في سمو ذلك العرق الآري، وضرورة قيادته للعالم، فتسبب بغطرسته النارية النازية في إشعال الحرب العالمية الثانية،التي راح ضحيتها نحو 85 مليوناً من البشر..
ولا عجب فشعب إيران السائر على طريقة الألمان في التعالي عن باقي البشر..يرددون بلسان الحال ما يقول اليهود في التلمود أنهم خُلقوا من نُطفة إنسان.. بينما خُلق بقية البشر من نطفة حصان !!