نيران أيران (3)
العلمانيون العرب وأربعون عامًا من الفشل!
العلمانيون العرب وأربعون عامًا من الفشل!
فشل العلمانية العربية الرسمية في مواجهة الخطر اليهودي الصهيوني، يتكرر في مواجهة الخطر الإيراني الشيعي وكنت قد كتبتُ قبل نحو عشرين عامًا سلسلة مقالات في مجلة "البيان" بعنوان (العلمانية وفلسطين..خمسون عامًا من الفشل) رصدت فيها معالم فشل الأنظمة العلمانية أمام تصاعد الخطر الصهيوني منذ نشأة دولة اليهود!، وبعد عشر سنوات من كتابتها، ومع استمرار مسيرة ذلك الفشل حربًا وسلمًا، أضفت ماتراكم منه خلال تلك السنوات ثم ضمنته كتابًا بعنوان (العلمانية وفلسطين..ستون عامًا من الفشل)!، وها نحن نقترب من السبعين عامًا على بدء الصراع مع اليهود، ولاتزال العلمانية العربية اللادينية تواصل فشلها..لا، بل إفشال غيرها من الإسلاميين؛ ليصبح الطرف المواجه في صراع الوجود ضد اليهود غير موجود!.
القصة تتكرر، فعندما غيرت قوى الاستكبار العالمي اهتمام المسلمين نحو صراعٍ بديلٍ جديد؛ وهو(الصراع السُّني الشيعي) بعد الإفلاس فيما كان يسمى:(الصراع العربي الإسرائيلي)، تصدرت تلك الأنظمة بعلمانيتها لمواجهة ذلك الصراع الاعتقادي الجديد، الذي لا يقل خطرًا عن صراع اليهود؛ بل يزيد، ومثلما كانت - ولاتزال - مسؤولةً عن تضخم الخطر اليهودي بسبب إدارتها المعركة العقائدية معه بوجهة غير دينية، فهي تُكرر الخطأ - بل الخطيئة - فتتعامل مع نيران إيران الدينية بوسائل إطفاء لادينية، لاتوقف حريقًا ولاتنقذ غريقًا! حتى فُجع المسلمون باستيلاء الشيعة على أربع عواصم عربية، بعد أن كانوا يحاولون استنقاذ واحدة وهي العاصمة الفلسطينية! واليوم نرى العلمانية العربية، ومعها - وبكل أسف - العلمانية التركية - تنتقل من الفشل إلى التواطؤ - إن لم نقل التآمر- في استنزال نوازل مصيرية جديدة بأهل السُنة ومقدراتهم ومقدساتهم..
ماجرى في حلب...ومايجري في الموصل وفي غيرهما.. من دعم للهجوم الشيعي الصليبي على أهل السنة بغطاءٍ عربيٍ وتركي ..هو مقدمة - علموا أو لم يعلموا - لما يجري الإعداد والاستعداد له من مد نيران إيران نحو أرض الحرمين بعد الانتهاء من المدينتين...لانتهاك حرمة المسجدين الشريفين! وإذا كانت العلمانية الصماء العوراء، تصم آذانها وتغمِّي أبصارها عن نُذر الخطر على المسجدين، كما سبق وصمت ثم عميت وتعامت عن ذات الخطر على المسجد الثالث، فلا أمل - بعد الله - في استنقاذ وحماية المساجد الثلاثة إلا في التفاف الأمة حول جندٍ من أولياء الله، الذين يحبون ويحيون هدي أصحاب رسول الله، الذين وصفهم الله في كتابه بل في كتبه فقال : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح جزء من الآية: 29].
هؤلاء الذين يتحقق وعد الله لهم وتوعده بهم : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ}.. {يُحِبُّهُم}.. {وَيُحِبُّونَهُ} {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِين}... {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه}... {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم} [المائدة جزء من الآية: 54].
ولرفع الالتباس، فليكن التقويم والقياس لكل الناس، على تِلكم الصفات، التي لاتتم الولاية إلا بها، ولايجيء النصر إلا عن طريقها {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [ المائدة: 56]
- التصنيف: