مهدي الشيعة.. خروجٌ أم استخراج؟
عبد العزيز مصطفى كامل
إنهم يستشعرون بل يُوقنون؛ أن زمان مهديهم المنتظر قد حل، وأن عصره "الميمون" قد أطَل!
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
الشيعة يسابقون الزمن في تسارعٍ عَجولٍ جَهول، جعلهم يستحلون مِن أهل السُنة كُل محرَّم ويستهينون بكل مُنكر مجرَّم يمكن أن يقترفه إنسانٌ في حق إنسان، فما السر؟!.
إنهم - وحتى لا نُطيل - يستشعرون بل يُوقنون؛ أن زمان مهديهم المنتظر قد حل، وأن عصره "الميمون" قد أطَل!، وأن المُسارعة لتقوية وتوسيع دولته سيُعجل بخرجته التي ينتظرونها منذ أكثر من عمر نوح، فهكذا تعتقد مرجعياتهم المذهبية ومِن ثَم الزعامات السياسية والقيادات العسكرية وما وراءها من قُطعانهم الإنسية.
كان الخوميني أول من بدأ في عصرنا بعث اليقين في الشيعة بأن زمن مهديهم الذي وصفه بـ (إمام العصر) قد أظل العالم، وأن استضعافهم قد أصبح شيئًا من الماضي، وأن الحاضر والمستقبل لهم لا لأُمة غيرهم، وحتى لا يُظنُ البعض أن في الأمر مبالغة.. أنقل هنا بعض أقواله في ذلك من كتاب: (المختارات من أحاديث وخطابات"آية الله" الخُميني) وهو من إصدارات الحكومة الإيرانية وترجمة محمد جواد المُهري..
- قال الخميني في خطابٍ له بتاريخ 30/12/ 1980: (أسأل الله أن تتصل ثورتنا بثورة إمام العصر سلام الله عليه السلام).
- وقال في خطبةٍ بتاريخ 20/4/1981: (أتمنى أن يحافظ هذا البلد على استقلاله إلى ظهور الإمام المهدي، لكي يضع جميع طاقاته في خدمة ذلك الرجل العظيم).
- وأصدر نداء بتاريخ 29 رمضان 1401 قال فيه: (أرجو أن تكون هذه الثورة شُعلةً إلهية، تنتهي بطلوع فجر الثورة المباركة لإمام العصر).
- وقال في خطابٍ بتاريخ 9ربيع الثاني 1403: (أتمنى من الله أن يوفقنا جميعاً وأن نتقدم بالإسلام إلى الإمام حتى ظهور صاحب العصر سلام الله عليه)
- بل إن الخميني اعتبر أن قيام الثورة وانتصارها مقدمةٌ لظهور المهدي وإقامة دولته، فقال في بيان بتاريخ 7 محرم 1402: (إن ثورة إيران الإسلامية ـ بتأييد الله المنّان ـ في حالة توسعٍ على مستوى البسيطة، وإن بسطها سوف يعزل القوى الشيطانية ، ويهيّئ الأجواء لإقامة حكومة المستضعفين والحكومة العالمية للإمام المهدي صاحب الزمان).
- وقد اعتبرالخميني أن الدولة التي أقامها هي دولة المهدي السائرة وفق تعاليمه والممهدة لظهوره، مؤكداً الترابط بينها وبين حدث ظهوره الكبير، وكثيراً ما كان يصف بلاده بوصف «بلد الإمام المهدي» كما صرح في خطاب بتاريخ 15 صفر 1402
- وكان تبعاً لهذه الفكرة يشير إلى أن سكان هذه الجمهورية الإيرانية هم جيل "المنتظرين الممهدين" للمهدي، الذين يعملون تحت رايته وتحت رعايته!، وفي هذا يقول في خطاب في 3 مارس 1979: (ونحن المنتظرون لقدومه الميمون علينا اليوم أن نسعى بكل طاقاتنا ليسود قانون العدالة الإلهية في دولة صاحب العصر) وقال: (اليوم يظللكم الإسلام... وولي العصر عليه السلام ينظر إليكم).
- وقد كان الخميني يظن في نفسه أنه هو(الخُراساني) الإيراني المذكور في روايات الشيعة الإثني عشرية على أنه هو الذي سيسلم الراية للمهدي!، فلما مات انتقل ذلك الاعتقاد لخليفته الخامنئي!، فقد اعتبر في تصريحات له في 21/7/2010 أنه نائب الإمام المهدي،وأن طاعته واجبة باعتباره نائبًا عن المعصوم!!.
وهكذا فإن نواب (المعصوم) الخُرافيين هؤلاء أصبحوا يُديرون بعد أقل من أربعة عقود من ثورتهم؛ دولةً موحَدَةً ومسلحةً بكل أنواع الأسلحة، تحولت من (ثورة) إلى (دولة) تطمح أن تتحول إلى (إمبرطورية) ذات إمكانات نووية!، حتى أصبح رافضة الحق يطرقون اليوم بالتحالف مع عبدة الصليب كل أبوابنا وبواباتنا، وأهمها في مهام مهديهم: باب الكعبة، وبوابات البقيع حيث مراقد الأئمة عند الإثني عشرية، إلى بوابة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يرقد بجواره صاحباه ووزيراه - أبوبكر وعمر- ألد أعداء الشيعة الألداء!
وما بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق، ثم حلب وما حولها، ثم الموصل وما تحتها إلا بواباتٌ خارجية للوصول إلى تلك البوابات الشريفة الداخلية، التي لا يتعجلون خروج مهديهم مُنذ أكثر من 1200 عام إلا لاستباحتها وانتهاك حرمتها.
فمتى يعي أهل السُنة ذلك، ويعملون على مستوى الخلفيات العَقدية - الماضية والحالية والمستقبلية - لتلك المعركة المصيرية مع طواغيت الاثني عشرية؟!