دورة علمية ميسرة - الحلقة (1): من نحن ولماذا نتعلم؟
نحن المسلمون وحسبنا فقط هذا المسمى العظيم الذي سمانا به ربنا
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة هامة وبسيطة نسأل الله أن ييسر فهمها:
1- لماذا نتعلم: قال صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقاً يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.
فالعلم بداية الطريق الصحيح إلى الجنة، وقال صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم» (أخرجه ابن ماجه: 224).
وكلمة فريضة أو واجبة تعني أنه من يفعل هذا الأمر يثاب ومن يتركه يَأثم، أي أن المهمل في تعلم أركان دينه وتعلم ما فرضه الله عليه آثمٌ عاصٍ لله لأنه كان يقدر على تعلم الدين وتكاسل وأهمل وقد تدخُل عليه شبهات تافهة ولايستطيع دفعها بسبب إهماله للعلم فيقع في الحرام أو الشرك عياذاً بالله .وعلى هذا إجماع العلماء.
2- من نحن وسط كل المسميات والمذاهب المعاصرة:
نحن المسلمون وحسبنا فقط هذا المسمى العظيم الذي سمانا به ربنا على لسان أبينا إبراهيم عليه السلام: {مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78].
وفي الواقع المعاصر مسميات مختلفة (كالسلفية والإخوان والتبليغ...إلخ ) كل هذه المسميات تفتقر إلى الكمال أمام مسمى الإسلام ...
وعباءة الإسلام تتسع للجميع حيث فرض الإسلام على المسلم أن يوالي كل المسلمين ويتبرأ فقط من الأخطاء ويجتمع فيما اتفق عليه ويعذر المسلم باقي إخوانه فيما اختلف معهم فيه وينصح الجميع ويواسي المظلوم ويسعى في رد حقه وينصح الظالم ويرده عن ظلمه لا يرضى بشركٍ أو ظلمٍ أو معصية فإن وقع في معصيةٍ أسرع بالتوبة ولا يتسرع في تكفير غيره أو إطلاق الأحكام عليه فهذا موكولٌ إلى العلماء والقضاة الشرعيين وإنما ينصح ويبين الخطأ.
3- ما منهجنا في التلقي:
منهجنا هو منهج الكتاب والسُنة وفقط دون التقيد بعالمٍ معين أومذهبٍ محدد فمتى كان الدليل الصحيح فهو مذهبنا وما ندين الله به دون التعصب لقول شيخٍ معين أو جماعةٍ معينة أو حزبٍ معين.
وقاعدتنا في ذلك: نعرف الحق بالحق ونعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال، وكل يؤخذ منه و يرد إلا محمدا صلى الله عليه وسلم.
وشرح القاعدة ببساطة:
نعرف الحق بالحق: الحق الثابت والميزان العادل لدينا هو الكتاب والسُنة، فأي قول يدعي صاحبه أنه الحق عرضناه ووزناه بميزان الكتاب والسُنة الصحيحة فإن وافقهما فهو حقٌ وإن خالفهما فهو باطلٌ ويجب نصح قائله بالحسنى.
ونعرف الرجال بالحق: فليس طول لحية الشيخ أو وظيفته أو اشتهار اسمه يعطي له صكاً بأنه يمتلك الحق المطلق وإنما يعرض كلامه على الشرع (الكتاب والسُنة) فإن وافقهما فهو رجلٌ عالمٌ صالح وإن خالفهما فلا نأخذ منه إلا الصحيح فقط ونطرح المخالف للشرع مهما بلغ العالم أو الشيخ من مكانةٍ.
ولا نعرف الحق بالرجال: فليس القول حقاً لمجرد ان فلاناً قاله فإن فلان قد يخطئ أو يصيب فلا معصوم في هذه الأمة إلا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
جاء في سنن البيهقي: عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عُنقي صليبٌ من ذهب قال فسمعته يقول: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ} [التوبة جزء من الآية: 31] قال: قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال: «أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم». (سنن البيهقي الكبرى (10/116/20137))
أسأل الله لي و لكم القبول.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: