الاستبداد الفكري
محمد علي يوسف
المثير للدهشة هو ذلك التناقض الصارخ بين ما يرمون به غيرهم وفي الوقت نفسه يرتكبونه بِكُل أريحية
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
يدهشني جدًا ذلك الاستبداد الفكري الذي نجح العلمانيون في غَرسه داخل عقول أتباعهم، استبدادٌ يصل أحيانًا إلى بلطجةٍ فكريةٍ تطفح على السطح حين يُقرر أحدنا أن يرد عن دينه أو حتى عن عِرضه الذي يستحلون مضغه في كُل حين فما بالك لو قررت أن تنتقد وتفند والعياذ بالله....حينئذ قُل على نفسك السّلام.
المثير للدهشة هو ذلك التناقض الصارخ بين ما يرمون به غيرهم وفي الوقت نفسه يرتكبونه بِكُل أريحية،
يرمون غيرهم بهدم المخالف واغتياله فِكريًا ومعنويًا، ويفعلون ذلك في جل ما تنفثه أقلامهم وألسنتهم وأفلامهم ومسلسلاتهم.
يرمون غيرهم باحتكار الحقيقة ورفض النقد وانعدام القُدرة على الحوار، بينما لا يتحملون مثقال ذرةٍ من النقد أو الرد، وسرعان ما تبرز في وجهك أدوات الإرهاب الفكري التي يهوون استعمالها من رميٍ بالتكفير والتطرف وتزكية النفس، إلى آخر قائمة التهم المُعلبة التي خلاصتها: نحن فقط من نملك حق النقد والنقض، ونحن فقط من نستطيع أن نقطع سيرتكم ونُعَمم الحُكم عليكم بناءً على ما اقترفه أسوأكم ونحن فقط من نستحوذ على الحق الحصري في إهانة الخلق ولوك أعراضهم وإياك ثم إياك ثم إياك أن تفكر مجرد تفكير في الرد أو البيان وإلا فالويل لك كُل الويل.....يا لها من حريةٍ....ويا لهم من أحرار!!