الراقصون عراة
ذكرني ماقام به السيد رجب طيب أردغان زعيم حزب العدالة والتنمية في تركيا من مشاركته لبعض الشيعة في تركيا في أحزان عاشوراء، ذكرني بما قام به الصاغ صلاح سالم عضو مجلس الثورة في انقلاب 1952...
ذكرني ماقام به السيد رجب طيب أردغان زعيم حزب العدالة والتنمية في
تركيا من مشاركته لبعض الشيعة في تركيا في أحزان عاشوراء، ذكرني بما
قام به الصاغ صلاح سالم عضو مجلس الثورة في انقلاب 1952، قام هذا
الضابط بالرقص عاريا عندما زار بعض المناطق الأفريقية ووجد أفراد
القبيلة هناك يرقصون عراة فرقص معهم، وهو يعتبر ما قام به قمة السياسة
وقمة الدبلوماسية.
لا أدري ما الذي دفع السيد أردغان إلى هذه المشاركة؟!.. هل هو الحرص
على الصوت الانتخابي؟!، وهل هذا الحرص يؤدي إلى المشاركة في شيء لا
يقره عقل ولا دين؟!، أم هي سياسة (الصفر) التي تنتهجها تركيا في هذه
الأيام؟!، وهي أن تكون مسالما مع الجميع، أي ليس هناك أعداء أبدا وهذا
شيء مخالف للمنطق السياسي أو العقائدي؛ فالدنيا لا تخل أبدا من حق
وباطل، ولننظر إلى أوروبا وأمريكا والصين... كل كتلة أودولة لها سياسة
تخدم مبادئها، لماذا يقاتلون في أفغانستان؟!، ولماذا الصراع على
أفريقيا؟!، ولماذا هذا الحقد على السودان ومحاولة تمزيقه وتفتيته؟!...
هذه الدول لها مصالح اقتصادية ولكن ضمن الأهداف العامة، أمريكا لها
هدف في بترول العراق ولكن الهدف الأكبر هو إضعاف دولة عربية قوية...
وهل يمكن أن تكون سياسة دون مبادئ تشدها برباط وثيق حتى لا تنفلت من
عقالها؟!.. أم كل هذا من أجل صفقات تجارية، صفقات البترول
والغاز؟!
ألا يخشى السيد أردغان بهذا التصرف أن يخرج له كل يوم فرقة ومذهب
ويقولون له: نريد حقوقنا ولغتنا وتميزنا، وهكذا تغرق تركيا في هذه
الديمقراطية المائعة!، ألا يخشى أن يخرج له كل يوم ثعابين ووحوش تنهش
من هذه الدولة التي بدأت تخرج من الأتاتوركية وبدأت طريق النهضة؟!...
وإذا كان في بلد ما مذاهب وفرق أو تعددية إثنية ولكنها تحترم رأي
الأكثرية ولا ترتبط بجهة خارجية ولهم بعض الشعائر فهل من الضروري أن
نوافقهم على شعائرهم أم الأصل أن ندعوهم إلى الهدى وإلى الطريق
السوي؟!
ثم إن الذي أعلمه أنه لا يوجد شيعة اثنا عشرية في تركيا فمن أين جاء
هؤلاء؟!.. نعم يوجد في تركيا طائفة تسمى (علوية) وهي قريبة جدا من
النصيرية، والإعلام العجيب يقدر عدد هؤلاء الشيعة بثلاثة ملايين،
تماما كما كان هذا الإعلام يكذب ويزور الحقائق عندما كان يقول: أن
نسبة الشيعة في العراق هي 60% أو أكثر، إذًا أين السنة وأين الأكراد
السنة؟!
وإذا كنا نؤيد السيد أردغان في خطواته في إبعاد العسكر عن التسلط على
القرار السياسي، وخطواته في طريق التصنيع، وأن يكون لتركيا دور إقليمي
فاعل، ولكن نرى من الواجب أن ننتقد (سياسة الصفر).
- التصنيف: