يَسروا الزواج واقتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
يَسروا الزواج واقتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
يَسروا الزواج واقتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم:
من نوائب الدهر في عصرنا الحالي الغُلو في المهور وتجهيزات الزواج والتي تَئِن منها مجتمعاتٌ عربيةٌ ثريةٌ فما بالنا بالمجتمعات الأقل دخلاً بل التي أصبحت متوسطاتها تتراوح بين الستر والفقر.
هل نغير من عاداتنا وموروثاتنا المجتمعية أم نساهم في نشر الزنا والرذيلة والشذوذ وننشُر الفاحشة بتشبثنا بترهات لا أصل لها بل هي مبالغاتٌ في الاتجاه الخاطئ.
والسؤال لكل ولي أمرٍ: أأنت أفضل أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والسؤال الآخر: أبنتك أفضل أم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
تأمل ماذا فعل محمد صلى الله عليه وسلم في زواج ابنته واقتدي به.
روى ابن كثير في السيرة النبوية (والبيهقي: 7 : 234) في الدلائل عن علي رضي الله عنه قال: (خطبت فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقالت مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خُطِبَت من رسول الله؟ قلت: لا، قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوجك بها؟ فقلت: أو عندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زوّجك. فو الله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أن قعدت بين يديه أُفْحِمْتُ، فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالةً وهيبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جاء بك، ألك حاجة؟» فسكتّ، فقال: «لعلك جئت تخطب فاطمة؟» فقلت: نعم، فقال: «وهل عندك من شيء تستحلها به؟» فقلت: لا والله يا رسول الله!، فقال: «ما فعلت درع سلحتكها؟»، قلت: فوالذي نفس عليٍ بيده إنها لحُطَمِيَّة ما قيمتها أربعة دراهم، فقلت عندي، فقال: «قد زوجتكها» فبعث إليها بها، فاستحلّها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية للنسائي وصححها الألباني أن علياً رضي الله عنه قال: (تزوجت فاطمة رضي الله عنها، فقلت: يا رسول الله! ابْنِ بِي (اسمح لي بالدخول بها)، قال: «أعطها شيئاً» قلت: ما عندي من شيء، قال: «فأين دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّة؟» قلتُ: هي عندي، قال: «فأعطها إياه» درعك الحطمية: منسوبةٌ إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع.
وأما (الموبيليا) جهاز وأثاث الزواج فقد كان زواج عليّ من فاطمة رضي الله عنهما زواجاً سهلاً مُيَّسراً مباركاً، وجهاز وأثاث زواجهما كما روى علي رضي الله عنه قال: (جهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل (قطيفة)، وقِرْبة، ووسادة أدم (جلد) حشوها إذخر (نبات رائحته طيبة) رواه أحمد، وفي رواية (ابن حبان: 7102): (وأمرهم أن يجهزوها، فجعل لها سريراً مشرطاً بالشرط، ووسادة من أدم حشوها ليف).
فهل تعلمنا و وعينا الدرس ؟
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.