دورة علمية ميسرة - الحلقة (6): شروط لا إله إلا الله
مجرد قول لا إله إلا الله وحده يدخل به العبد في مسمى الإسلام فيصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم
مجرد قول لا إله إلا الله وحده يدخل به العبد في مسمى الإسلام فيصبح له ما للمسلمين وعليه ما عليهم دون الإتيان بناقضٍ ظاهر يحكم القضاء الشرعي أو أهل العلم الأثبات بخروجه من الإسلام بسببه.
هذا من حيث الحكم الظاهر في الدنيا.
ولكن الأدلة تثبت أم من أهل القبلة من قال: (لا إله إلا الله) وبالرغم من ذلك يدخل النار حتى يكون حمماً ثم يخرج منها بما معه من ضعيف الإيمان. والعبد بالطبع يريد أن يدخل الجنة وللجنة مفتاح هو: (لا إله إلا الله) وللمفتاح أسنان هي تلك الشروط التي لو حققها العبد وعمل بها انتفع بالجنة في الآخرة.
ذكر (البخاري في صحيحه:1180) عن وهب بن منبه أنه قيل له: «أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله قال: بلى ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح». وهي شروط محببة للمؤمن الذي تعلق قلبه لله وتتدرج صعوبتها بتدرج بعد العبد عن ربه سبحانه.
يقول العلامة حافظ أحمد حكمي في كتابه الذي اشتهر بمسمى: 200 سؤال في العقيدة.
س19: ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله التي لا تنفع قائلها إلا باجتماعها فيه؟
ج: شروطها سبعة:
الأول: العلم بمعناها نفيا وإثباتًا، والثاني: استيقان القلب بها، الثالث: الانقياد لها ظاهرًا وباطنًا، الرابع: القبول لها فلا يرد شيئًا من لوازمها ومقتضياتها، الخامس: الإخلاص فيها، السادس: الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط، السابع: المحبة لها ولأهلها, والموالاة والمعاداة لأجلها.
س20: ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة؟
ج: قول الله تعالى: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ} أي بلا إله إلا الله {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86] بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم. وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة» (مسلم:26).
س21: ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة؟
ج: قول الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} إلى قوله: {أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات:15].
وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» (مسلم:27). وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي هريرة: «من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة» كلاهما في الصحيح.
س22: ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة؟
ج: قال الله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22]
وقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»(الأربعون النووية:41).
س 23: ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة؟
ج: قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} إلى قوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات:22-36].
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ, فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ,ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» (البخاري:79).
س 24: ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة؟
ج: قال الله تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3] وقال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر:2]. وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قِبَلِ نفسِه» (البخاري:6570)، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فإن اللهَ حرَّمَ على النارِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، يَبْتَغِي بذلك وجهَ اللهِ» (البخاري:5401).
س 25: ما دليل الصدق من الكتاب والسنة؟
ج: قال الله تعالى: {الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:1-3] إلى آخر الآيات.
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار» (البخاري:128).
وقال للأعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أفلح إن صدق» (البخاري:46).
س26: ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟
ج: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة:54]
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار» (مسلم:43).
س27: ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟
ج: قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} إلى قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} [المائدة:51-55] إلى آخر الآيات. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} [التوبة:23] الآيتين. وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:22] الآية. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة:1] إلى آخر السورة. وغير ذلك من الآيات.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: