البعد الديني والقيمي في الإعلام

منذ 2017-01-26

لا يتضمن أبعاد دينية أو لا يرتكز على الأبعاد الدينية.

بسم الله الرحمن الرحيم

بضع تغريدات عن "البعد الديني والقيمي في الإعلام".

‏الإعلام عملية إتصالية تتضمن مرسل ومستقبل ورسالة أو محتوى إعلامي ووسيلة وسنركز على المحتوى الإعلامي.

‏المحتوى الإعلامي:

  1. محايد

‏لا يتضمن أبعاد دينية أو لا يرتكز على الأبعاد الدينية (برامج الحيوان والطبيعة الوثائقية والبرامج العلمية غالبًا).

    2. ذو أبعاد دينية أو قيمية

‏والأبعاد القيمية أعم من الدينية قد تكون موروث حضاري أو ثقافة شعبية أو معتقدات إنسانية (غير دينية). الأبعاد الدينية قد تكون نصرانية/ يهودية وهي الغالبة اليوم (وقد تكون إسلامية) أو الديانات الوثنية مثل البوذية والهندوسية.

‏هل الابعاد الدينية والقيم هي السائدة في عالم الإعلام؟!.

نعم. الرؤية الدينية النصرانية -بشكل أساسي- تمثل محورًا هامًا في الإعلام الغربي. الرسالة الدينية والشعائر والرؤية النصرانية تكاد لا تنفك عن المحتوى الإعلامي الغربي (بما فيه العلماني الليبرالي).

الرؤية الغربية أنتجت مفاهيم خطيرة صاغتها برامج ودراما: صراع الإنسان/ الإنسان، صراع الإنسان/ الطبيعة، صراع الإنسان/ الإله.

‏الرؤية الإسلامية تخالف الرؤية النصرانية تمامًا (ومن باب أولى الوثنية) وهي تعتمد على التعايش والتناغم بين جميع مفردات الكون من إنسان وطبيعة.

‏الكون مسخر لخدمة الإنسان (في الرؤية الإسلامية) والإنسان مستخلف في الأرض لعبادة الله وإعمار الأرض
‏بخلاف الرؤية الغربية والمنعكسة في الإعلام.

‏المجتمعات غير الغربية حيث تسود الوثنية (آسيا خصوصًا) تستحضر خليط هجين من الرؤية الغربية والرؤية الوثنية والثقافة المحلية.

‏هل يمكن تخليص الإعلام من الأبعاد الدينية والقيّم الإنسانية؟
لا. لأن من يُنتج المادة الإعلامية يحمل فكرًا وثقافًا ودينًا لا يستطيع أن ينفك عنه؛ ‏أيضًا هناك الجمهور المستهدف لابد أن يُراعي -إلى حد ما- قِيّمه وثقافته ولا يُقَدِم ما يصادم بشكل كلي هذه القواعد بالتالي يخسر الجمهور.

‏لذلك يسعى القائمون على الإعلام إلى التوازن بين ما يريدون أن يوصلوه من قيّم وبين ما يتطلبه المجتمع لذا كان التدرج والإنهاك هو المعتمد واقعًا. ما كان مرفوضًا قيميًا واجتماعيًا قبل 20 سنة أصبح مقبولًا اليوم والصورة المقززة والمشاهد شبه الإباحية لم تعد تمثل إعتراضًا قويًا عند الكثيرين.

‏مسؤول في النيل سات: "لا نستطيع أن نراقب محتوى مئات من القنوات ونعتمد على الجمهور للتنبيه على المحتوى الإعلامي غير اللائق أو المخالف للدين!".

‏الفلسفة الغربية بأبعادها الدينية والقيمية سادت بسبب قوة الإعلام الغربي وسيطرته ونفوذه لذا ليس من السهل اليوم إنتاج فلسفة مغايرة بل مضادة. لا يمكن أن ينجح الإعلام ويحقق أهدافه ما لم يكن هناك استحضار لرؤية صحيحة منطلقة من مفهوم الإنسان والكون والخالق بعيدًا عن الرؤية الغربية.

نحن كمسلمين نستطيع أن نعيد إنتاج إعلامنا بشكل يتسق مع القيم والرؤية الإسلامية وبالاستفادة أيضًا من التراث العالمي ذو القيم الإيجابية. نحتاج أن ندقق في الفلسفة التي تحكم ما يقدم للجمهور من مادة إعلامية والرؤية التي تحكمها ونستحضر رؤيتنا الذاتية بعيدًا عن رؤية الغرب والشرق.

 

 

  • 0
  • 0
  • 4,103

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً